أخلاق العائلية ومستقبل الديمقراطية في العالم العربي جينيالوجيا متلازمة محاباة الأقارب وانعكاساتها السياسية
بن أحمد حوكا * عثمان الزياني **
مقدمة تنبنـي المجتمعـات العربيـة مـن الناحيـة الوجدانيـة علـى مركزيـة القرابـة كمتلازمـة ثقافيـة ـا مـن ملامحهـا ً ـت بعض َّ وأخلاقيـة. فبالرغـم مـن التحـولات الديمغرافيـة والاجتماعيـة التـي مس العام ـة، لا ت ـزال ه ـذه البني ـة تم ـارس تأثي ـرات جوهري ـة عل ـى الش ـخصية القاعدي ـة للإنس ـان العرب ـي ف ـي شـتى مجـالات الحي ـاة. ويعن ـي ذل ـك أن الحداث ـة البيولوجي ـة المرتبطـة بانق ـ ب الوظائــف السياســية والاجتماعيــة للــدم لــم تنفــذ إلــى العمــق الــذي يســمح لهــا بزحزحــة إحداثيـات بنـى القرابـة، وأن المبـدأ البيولوجـي الـذي كشـفت عنـه الأنثروبولوجيـا الانقسـامية ـى هندسـة المعتقـدات والمواقـف والسـلوكيات َّ فـي شـمال إفريقيـا والشـرق الأوسـط مـا زال يتول المحـددة للروابـط الاجتماعيـة. وبصـرف النظـر عـن الأعـراض الجانبيـة للتحديـث الاجتماعـي علـى مسـتوى التقلـص العائلي، ي الاقتصـاد الأخلاق ـي للعلاق ـات الاجتماعي ـة. ويب ـدو أن التغيي ـر ِّ غ ـذ ُ لا ي ـزال عق ـد القراب ـة ي * د. بن أحمد حوكا، باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، المغرب. ** د. عثمان الزياني، أستاذ باحث في القانون العام والعلوم السياسية بجامعة محمد الأول، وجدة، المغرب.
9
Made with FlippingBook Online newsletter