11 | أخلاق العائلية ومستقبل الديمقراطية في العالم العربي
* الضروريـة للبقـاء فـي )Conatus( علـى السـواء، سـاعية وراء التحكـم فـي كميـة الكوناتـوس . )1( مواقـع الصـدارة صطلـح عليـه فـي أدبيـات الأنثروبولوجيا ُ تبحـث هـذه الدراسـة فـي صنـو خـاص مـن العائليـة ي السياسـية بالعائليـة غيـر الأخلاقيـة؛ وهـي عبـارة عـن عقـدة ثقافيـة تقـوم علـى إجـراء مفاضلـة بـ الأفـراد فـي الحيـاة العامـة والخاصـة بنـاء علـى متغيـر درجـة القرابـة، وتقتضـي بالمقابـل أخـذ الحيطـة والحـذر مـن الأغيـار، بصـرف النظـر عـن أسـاليب اللباقـة السـطحية التـي تفرضها ا اسـتعمال أقنعـة مزيفـة مـن أجـل ً ا رويـد ً طقـوس التفاعـل فـي مجتمعـات يـزداد فيهـا رويـد تدبيـر التبـادلات الاجتماعيـة بأقـل تكلفـة. ينبنـي البحـث علـى مصـادرة ضمنيـة مفادهـا أن بنيويـة عقـد القرابـة فـي الاجتمـاع العربـي، يمنـع الفضـاءات العامـة وعلاقـات السـلطة مـن الاشـتغال علـى شـاكلة الالتزامـات التعاقديـة. ا إليهـا كبنيـة ماكروسياسـية، تلقـي بظلالهـا علـى الاتجاهات ً ولا شـك أن هـذه المعادلـة، منظـور الفرديـة للمواطـن العربـي تجـاه قضايـا السياسـة والحكامـة المؤسسـاتية. غيـر أنـه يجـب التنبيـه بالفعالية ً إلـى أن مـا يعتـري المشـهد المؤسسـاتي فـي بلـدان العالـم العربـي لا يمكن ربطـه اختـزا ل سـوى عامـل مـن بـ عوامـل أخـرى جوهريـة. ِّ السـببية لبنـى القرابـة التـي لا تشـك ـس للعائلي ـة غي ـر الأخلاقي ـة ليس ـت ِّ وتج ـدر الإش ـارة إل ـى أن أولوي ـة المب ـدأ البيولوج ـي المؤس ـا للبنيـة السياسـية للدولـة، ولكنهـا مبـدأ متجـذر فـي البنـى الثقافيـة القاعديـة لمجتمعـات ً نتاج الشـرق الأوسـط وشـمال إفريقيـا. ولا شـك أن العوامـل الإيكولوجيـة كالمنـاخ وكميـة المـوارد المتوافـرة، إضافـة إلـى التقسـيمات الاجتماعيـة والإثنيـة واللغويـة والعوامـل الديمغرافيـة المتعلقـة بأنظمـة ال ـزواج، توفـر الشـروط المثالي ـة لفعالي ـة العائلي ـة غي ـر الأخلاقي ـة. ونثي ـر الانتب ـاه إل ـى أن ـه بالرغ ـم م ـن التباي ـن الدلال ـي ب ـ مفهوم ـي أخـ ق العائلي ـة والعائلي ـة غي ـر الأخلاقي ـة، ـا وذلـك بالنظـر إلـى كـون أخـ ق العائليـة فـي ً فإننـا نسـتعمل المفهومـ بنفـس المعنـى تقريب ـا علـى جانـب مهـم مـن انتهـاك أخـ ق التشـارك وأخـ ق ّ ً الاجتمـاع العربـي تنطـوي ضمني . )John Rawls) (2( ا إليهـا مـن زاويـة فلسـفة جـون راولـز ً المبـادئ منظـور
Made with FlippingBook Online newsletter