العدد الثاني من مجلة لباب

| 150

ـا ربطهـا بنسـق سـلطة ّ ً الشـباب. لذلـك، فـإن لفهـم تمظهـرات طبيعـة الخطـاب يبـدو ضروري ) وقدرتهـا علـى مـلء الفـراغ الـذي خلقتـه البنيـات السياسـية والنقابيـة 19( خطـاب الألتـراس والمدني ـة. مـن خـ ل معاين ـة الخطاب ـات فـي مواقـع الألت ـراس الت ـي اشـتغل عليهـا الباحـث، لاس ـيما مواق ـع ألت ـراس الرجـاء البيضـاوي وال ـوداد البيضـاوي والن ـادي القنيط ـري والمغ ـرب ـا علـى المطالـب ً لاحـظ أن الانتقـال تم مـن خـ ل مـن حقوقـي ارتكـز أساس ،)20( التطوانـي ل سـاكنة الملاعـب؛ يتـراوح عمـر أغلبيـة أفرادهـا ِّ الشـبابية، لأنهـا مطالـب الشـريحة التـي تشـك ب ـ السادسـة عشـرة وسـن الخامسـة والعشـرين. كم ـا أن ضي ـق مواق ـع الاحتج ـاج وخصائ ـص المحتج ـ (الفئ ـة العمري ـة للألت ـراس) ق ـد أدى ـك فضـاءات رقميـة (مواقـع الألتـراس والمجموعـات ُّ إلـى خلـق هامـش مـن الحريـة عبـر تمل الرقميـة) لا تسـتدعي ترخيـص السـلطات وتتيـح مفعـول المفاجئـة ومباغتـة الخصـم المفتـرض ــر فيــه. هــذه الاســتراتيجية َّ ك َ ف ُ (الحكومــة أو الســلطة أو الدولــة...) عبــر تعبئــة وخطــاب م تخضـع لسـياق الانتقـال مـن مواقـع رياضيـة إلـى مواقـع احتجاجيـة فـي تفاعـل إيجابـي مـع سـيكولوجيا الجماهيـر ممـا أدى إلـى تحـول فـي محاضـن التنشـئة: فمـن تنشـئة داخـل بنيـات تقليديــة (أحــزاب سياســية، جمعيــات شــبابية، منظمــات مدنيــة) إلــى تنشــئة فــي أحضــان بنيــات حديثــة (فصائــل الألتــراس) و”ممارســة سياســية” خــارج المؤسســات وفــي فضــاءات افتراضي ـة مفتوح ـة. ـن مـن تتب ـع ثقافـة وأسـلوب ِّ ـا يمك ً ) مفهوم 21( ل الفردي ـة الجماعي ـة ِّ فـي هـذا الصـدد، تشـك جديديـن للاحتجـاج ورصـد منظومـة احتجاجيـة لهـا منطلقاتهـا ومقوماتهـا ووقعهـا التعبيـري والسـلوكي علـى الفـرد والجماعـة. كلتـا الصيغتـ سـواء صيغـة المفـرد (“الفرديـة”) أو صيغـة الجمـع (“الجمعيـة”) تركـزان علـى انتمـاء يتماهـى فيـه الفـرد مـع الجماعـة، وتتماهـى الجماعـة ـا يتداخـل في ـه الانتسـاب ً في ـه م ـع الف ـرد. فه ـذا التعبي ـر الاحتجاجـي الجدي ـد يعكـس خطاب إلـى جماعـة بعينهـا (الألتـراس)، والشـعور بالانتمـاء إلـى المجتمـع المغربـي مـن خـ ل سـلوك

Made with FlippingBook Online newsletter