| 158
ان واحـد مـع اختـ ف الأزمـان، مـن يوسـف عليـه السـ م إلـى شـبان َّ نـص اللافتـة: “السـج مصـر الشـجعان” يمكـن الإقـرار بـأن أحـد الأسـباب المباشـرة لاحتجـاج الألتـراس فـي المغـرب هـو رغبـة الأفـراد فـي تجـاوز جميـع البنيـات السياسـية والدينيـة والنقابيـة والمؤسسـاتية والتحـرك دون مواجهـات مباشــرة مــع الســلطة بالارتــكاز علــى ثقافــة “بارطجــي” (شــارك) كأداة للإقنــاع والتوافــق والالتـزام الجماعـي. فالممارسـة الاحتجاجيـة الافتراضيـة بالنسـبة للفـرد والمجموعـات صـارت ـن الحـراك الرقمـي َّ ل الضامـن لاسـتمرارية الممانعـة والتعبئـة. وكنتيجـة لهـذه الثقافـة تمك ِّ تشـك م ـن إع ـادة تصوي ـب الوع ـي الاجتماع ـي والتفكي ـر ف ـي غ ـزو فضـاءات أخ ـرى م ـن خ ـ ل ا للتنش ـئة الافتراضي ـة يتأس ـس عل ـى يقظ ـة مواطن ـة ً جدي ـد ً ثقاف ـة مضـادة م ـا جعله ـا مج ـا أفضـت إلـى نـزوح مـن العالـم الواقعـي إلـى العـام الافتراضـي. وهـذه اليقظـة المواطنـة ترتكـز علـى مبـدأ سـيادة الموقـف علـى الفاعـل، فأصبـح الافتراضـي هـو الجسـر الجديـد للاحتجـاج السياسـي للألتـراس وكآليـة للضغـط والتأثيـر. ـل ف ـي شـباب َّ ث َ ُ وكمـآل حتمـي لهـذه الممارسـة الاحتجاجي ـة، ب ـرز فاعـل سياسـي جدي ـد الألتـراس الـذي يتميـز فعلـه ونشـاطه السياسـي بممارسـة سياسـية وسـائطية رقميـة، بينمـا كانت فـي السـابق داخـل الملاعـب الرياضيـة بالمغـرب فـي غالبيتها ُ ل َ او َ ـد َ ت ُ الشـعارات السياسـية التـي ت اتيـة مـن خـ ل التلويـح ببعـض الرمـوز مـن قبيـل العلـم الفلسـطيني َّ ذاتصبغـة سـيميائية وهوي أو الأمازيغـي أو الباسـكي أو صـور بعـض الشـخوص الثوريـة (شـي غيفـارا، وياسـر عرفـات). ، وهـو تاريـخ الترخيـص بعـودة الألتـراس للملاعـب، صـارت 2018 أمـا بعـد شـهر مـارس/آذار ـا مـن الاحتجـاج والمطالـب الاجتماعيـة والسياسـية ً ا عالي ً الشـعارات خطابيـة تتضمـن منسـوب تـروم تحسـ أوضـاع الشـباب المغربـي والانخـراط فـي الديناميـة السياسـية الوطنيـة والإقليميـة. . رهانات وتحديات الخطاب الاحتجاجي: ممارسة المواطنة 5 يبــدو أن التحــدي الأســاس أمــام الخطــاب الاحتجاجــي للألتــراس هــو ربطــه بظاهــرة ـا لمقولـة وخطـاب المواطنـة. إن المعطـى الأول الذي أرجـع الموضوع ً ) واعتبـاره نقيض 32( الشـغب
Made with FlippingBook Online newsletter