181 |
النهضة العربية وأسئلة التأسيس بين المرجعية السلفية والليبرالية
أو الاجتماعي ـة م ـن خـ ل المطالب ـة بتعلي ـم الم ـرأة باعتباره ـا ،)7( ب ـ الحاكم ـ والمحكوم ـ ، أو الاقتصاديـة مـن خـ ل مطالبـة الدولـة بتنظيـم القطاعـات الاقتصاديـة )8( مدرسـة الأجيـال .)9( وإخضاعهـا للمعاييـر الحديثـة ـى الدعـوة إلـى هـذه الإصلاحـات تيـار فكـري اسـتلهم المبـادئ الليبراليـة الحديثـة، َّ وقـد تبن وحـاول م ـن خلاله ـا القي ـام بمجموع ـة م ـن الإصلاحـات الجوهري ـة لب ـث روح جدي ـدة ف ـي الوضعيــة الســائدة. لكــن، هــذه الدعــوات الليبراليــة لــم تكــن الوحيــدة التــي تبحــث فــي ال ـداء، ب ـل كان للنخب ـة الفكري ـة السـلفية صوته ـا الق ـوي ف ـي طـرح الأسـئلة الفكري ـة عل ـى المرحل ـة. وهك ـذا، فعن ـد محاول ـة ع ـرض أسـئلة التأسـيس الت ـي ق ـادت المش ـروع النهضـوي العربـي، إبـان مرحلـة القـرن التاسـع عشـر، نجدهـا تأسسـت علـى سـؤالين رئيسـيين يرتبـط كل منهمـا بمرجعي ـة خاصـة. فقـد ارتب ـط السـؤال الأول بمرجعي ـة تحـاول اسـتلهام مقومـات الفكـر الحدي ـث، مـع محاول ـة ربطـه بمشـاغل الراهـن، وبذلـك نلمـس بـ طياتـه بعـض ملامـح الفكـر الليبرالـي الحديـث دون التمكـن التـام مـن مقومـات هـذا الفكـر. بينمـا ارتبـط السـؤال الثانـي بمرجعيـة مغايـرة كان ـت تسـعى إل ـى محاول ـة اسـتثمار المقوم ـات الحضاري ـة للت ـراث العرب ـي الإسـ مي قصـد ــا وحــدت بينهمــا ً تدشــ النهضــة المنشــودة إلا أن مــا يتبــدى للباحــث هــو أن التياريــن مع مشـاغل المرحلـة، الأمـر الـذي جعـل كل تيـار يسـتفيد مـن الآخـر ويتأثـر بـه. ولعـل هـذا هـو ـد بينهمـا مـن حيـث ارتباطهمـا ِّ مـا نلمسـه عنـد مسـاءلة الأسـاس الإبسـتمولوجي الـذي يوح المتـ بالتـراث العربـي الإسـ مي، وكذلـك مـن حيـث محاولتهمـا الاسـتفادة مـن مقومـات الحضـارة المعاصـرة مـن منظـور براغماتـي. . المرجعية السلفية في التأسيس للنهضة العربية 1.3 عـاش الفكـر العربـي إبـان القـرون الأولـى للحضـارة العربيـة الإسـ مية أزهـى عصـوره علـى الإطـ ق، فقـد نجحـت التجربـة واخترقـت كل ربـوع العالـم عبـر اسـتراتيجية الفتوحـات التـي اسـتطاع عبرهـا العـرب تخطـي حدودهـم الجغرافيـة واختـراق جميـع جهـات العالـم مـن آسـيا
Made with FlippingBook Online newsletter