العدد الثاني من مجلة لباب

| 198

ً لرصـد معالـم الزمـن الآتـي بعـد الحـال، فـي ظـل اسـتقراء متغيـرات الماضـي والحاضـر سـبي لاسـتعلام المسـتقبل. إلـى تأثيـر المدخـ ت أعـ ه فقـط وإنمـا ُّ ـرد ُ إن تأخرنـا علـى صعيـد دراسـات المسـتقبلات لا ي إلـى جميـع تلـك المدخـ ت التـي أفضـت مخرجاتهـا إلـى غيـاب الرؤيـة العلميـة عـن كيفيـة صناعتنـا لمسـتقبلنا علـى وفـق مصالحنـا العليـا وإرادتنـا الحـرة. لـذا، فـإن تحريـر رؤيتنـا الثقافيـة ا معنـا، ً للمسـتقبل مـن كوابحهـا المتعـددة، ومـن ثـم التعامـل مـع المسـتقبل كمـا لـو كان حاضـر فضـي بن ـا إل ـى شـراء الزمـان واخت ـزال الفجـوة الحضاري ـة القائمـة ب ـ حاضرن ـا ُ هـو ال ـذي ي ـن صناعـة تاريخنـا علـى ِّ م َ ؤ ُ الراهـن باختلالاتـه الهيكليـة المتعـددة ومسـتقبلنا المنشـود الـذي ي صنــع بالتمنــي وإنمــا بالانحيــاز إلــى المســتقبل ُ وفــق مصالحنــا العليــا. ولنتذكــر أن المجــد لا ي والعمـل مـن أجلـه ونحـن فـي الحاضـر. ل دراسـات المسـتقبل فـي البحـث العلمـي ضـرورة ينبغـي الأخـذ بهـا فـي ظـل ِّ مـن هنـا، تشـك ـة َّ انتهـاج منظـور اسـتراتيجي واقتـراب رشـيد فـي التعامـل مـع القضايـا العلميـة المحوريـة والملح ــا، ّ ً فــي الحاضــر والمســتقبل، إضافــة إلــى الاهتمــام البالــغ بتخصصــات المســتقبلات علمي والسـعي إلـى الارتقـاء بهـا. . الإجراءات المنهجية للدراسة 1 أ- إشكالية الدراسة لات، وخلــو معظــم الدراســات البحثيــة مــن َ إن ضآلــة الاهتمــام العربــي بدراســات المســتقب ا فـي واقـع البحـوث العلميـة، لاسـيما تلـك التـي ً كبيـر ً ـ ُّ الجانـب الاستشـرافي، يسـجل تره قاصـرة إذا م ـا لامس ـت الواق ـع دون التطل ـع لذل ـك المس ـتقبل الآت ـي ب ـ ش ـك، ك ـون ُّ ـد َ ع ُ ت . إن الإش ـكالية الناجم ـة عم ـا ٍ ـا يمضـي، وك ـون المس ـتقبل ه ـو واق ـع آت ً الحاضـر ذات ـه ماضي ـل التوجـه العرب ـي العلمـي المدعـوم نحـو الأخـذ ِ م ْ ه ُ ـرد، كلمـا أ َّ م سـتزداد، وبشـكل مط َّ تق ـد . ً ــا وأداء ً بدراســات المســتقبلات مضمون ومـن رحـم هـذه الإشـكالية يث ـار العدي ـد مـن الأسـئلة الفرعي ـة الت ـي ينبغ ـي الإجاب ـة عليهـا

Made with FlippingBook Online newsletter