العدد الثاني من مجلة لباب

| 42

ـي «الثـورة المضـادة»، وجلـه فـي ِّ ُ أمـا التوجـه الثانـي فبـدأ مـع مـا .)2(2013 يوليو/تمـوز 3 فـي ا ً الحقبـة الثانيـة التـي بـدأت مـع إدارة الرئيـس الأميركـي، دونالـد ترامـب، وشـهدت تصعيـد ـا، فـي ً ضـد الإسـ ميين ومـا زالـت، وهـو مـا يعكسـه أول خطـاب لترامـب بعـد تنصيبـه رئيس ، وهـي حقبـة تشـجع أي تحـرك فـي المنطقـة ضـد الإسـ ميين )3(2017 يناير/كانـون الثانـي 20 وكافـة أطيافهـم السياسـية بمـا يصـل إلـى حـد الاسـتئصال. وبسـبب هـذا التحـول الأخيـر والتوجـه الثانـي، يغلـب الحديـث عـن المسـتقبل القـاتم لتيـارات لــة علــى التفســخ. ِ ب ْ ق ُ ــخ أو م َّ «الإســ م السياســي»، وأنهــا تتراجــع علــى الأقــل أو أنهــا تتفس ـا بمرحلـة جديـدة لـن ً ) إيذان 4 وأصبـح مـن الشـائع تـداول مرحلـة مـا بعـد «الإسـ م السياسـي»( يكـون الإسـ ميون فيهـا إسـ ميين كالسـابق، أو عل ـى الأقـل بمعايي ـر إسـ مية أقـل مـن ذي قبـل بكثيـر، وهـو مـا تشـهد لـه الأزمـات التـي تتعـرض لهـا كل هـذه التيـارات. لاشـك أن هـذه القـراءة تسـتند إلـى حقائـق فـي الواقـع السياسـي الراهـن وقـد تجيـب علـى ع ـدد م ـن الأس ـئلة المتعلق ـة بواق ـع ومس ـتقبل الإس ـ ميين، وم ـن الطبيع ـي أن تأخ ـذ الس ـياق السياســي والتطــورات الميدانيــة فــي إجابتهــا عــن أســئلة المســتقبل، ولكــن مــن الملاحــظ ـا أن الحـركات الإسـ مية بتأثيـر مـن الضغـوط أو الاسـتهداف كانـت تضعـف أو تتحـول ّ ً تاريخي فـي طريقـة عملهـا أو فـي ترتيـب أولوياتهـا لكنهـا لـم تمـت أو تندثـر، فهـي تعيـد تجديـد نفسـها ولـو بشـروط أخـرى لتبقـى وتسـتمر بدفـع مـن قواهـا الذاتيـة، حتـى إنهـا تعـود وتزدهـر لـدى ـا ببعيـد. َّ أيـة محطـة ديمقراطيـة تشـهدها المنطقـة، ومثـال الربيـع العربـي ليـس عن ولأن أيـة إجابـة عـن مسـتقبل الإسـ ميين لـن تكـون كاملـة إلا بدراسـة الإمكانـات والخيـارات التـي تختزنهـا القـوى الإسـ مية، والتـي تعـود فـي جلهـا إلـى الأيديولوجيـا التـي تعتنقهـا، فـإن هـذه الورقـة سـتبحث فـي مسـتقبل تحـولات الإسـ م السياسـي مـن خـ ل نمـوذج معرفـي مقت ـرح، يسـمح بمراجع ـة السـمات الأساسـية الت ـي تمت ـاز به ـا الأيديولوجي ـا الإسـ مية، وم ـا توف ـره مـن ق ـوة ذاتي ـة للإسـ ميين أو ق ـوة ناعمـة ف ـي علاقتهـم مـع الجمهـور، وتصل ـح لأن ا علـى اتجـاه هـذه التحـولات فـي المسـتقبل. ً تكـون مؤشـر

Made with FlippingBook Online newsletter