العدد الثاني من مجلة لباب

43 |

الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي

ويتركـز موضـوع الدراسـة عل ـى التي ـار الرئيسـي فـي الحـركات الإسـ مية، الـذي مـن أهمـه ـا عل ـى الأق ـل «حركـة الإخـوان المسـلمين» وم ـن ي ـدور ف ـي فضائه ـا أو يشـبهها، ال ـذي ً راهن يقبـل «الديمقراطيـة» أو أهـم مقتضياتهـا مثـل الانتخابـات البرلمانيـة وتـداول السـلطة و»الحكـم المدنـي» ومـا إلـى ذلـك، لأنـه «امتـداد لمسـار اجتماعـي وسياسـي عميـق الجـذور، ولا يملـك ) بقـدر التيـارات الإسـ مية الأخـرى لاسـيما «الجهاديـة» وبعض «السـلفية» 5 أيديولوجيـا مغلقـة»( منهـا. ورغـم أن منـاط البحـث فـي الدراسـة هـو الجانـب الأيديولوجـي، وليـس السـياق التاريخـي، سـتصحب بعـض هـذا السـياق فـي الدراسـة بمـا يكفـي لضبـط مسـارها، ُ إلا أنـه مـن المهـم أن ي ـا سـواه مـن بقيـة الجماعـات، وذلـك َّ ولتوضيـح اختـ ف مسـار التيـار الإسـ مي الرئيسـي عم فـي ثـ ث نقـاط أساسـية: النظــر عــن الحكــم عليــه، هــو جــزء مــن المســار ِّ - أن التيــار الإســ مي الرئيســي، بغــض 3 ــا ً التاريخــي الطبيعــي للمنطقــة التــي كانــت تحتكــم للإســ م وتعــود إليــه سياســة واجتماع عليهـا أو علـى المجتمعـات الإسـ مية فيهـا، كمـا قـد ً ) وليـس «مؤامـرة» أو دخيـ 6 وثقافـة ( يص ـوره خصوم ـه أو عم ـوم الإع ـ م الغرب ـي. - أن «الإسـ م السياسـي»، «جـزء مـن ظاهـرة عالميـة أكبـر للإحيـاء الدينـي، وانعـكاس لعلاقة 2 المسـلمين بالإسـ م»، وموضـع هـذا الأخيـر مـن المجـال العـام وعلاقتـه بالدولـة، وقـد تعـززت هـذه الأسـئلة بعـد سـقوط الخلافـة الإسـ مية. وكذلـك هـو جـزء مـن أجوبـة المسـلمين علـى ـا ّ ً تح ـدي الحداث ـة وم ـا تمثل ـه م ـن ق ـوى، وتحمل ـه م ـن قي ـم للمجتم ـع المس ـلم، وتع ـود تاريخي جـذور هـذا التحـدي إلـى منتصـف القـرن التاسـع عشـر، إلـى فتـرة التنظيمـات العثمانيـة التـي ـا حـول تراجـع الشـريعة ً قام ـت عل ـى فكـرة المماهـاة م ـع التحدي ـث، والت ـي أث ـارت اعتراض -التـي هـي أسـلوب عيـش المسـلمين- فـي الدولـة، ومـن أشـخاصهـم جـزء مـن آليـة الدولـة نفسـها. - أن الحــركات الإســ مية، تســعى منــذ ســقوط الخلافــة الإســ مية إلــى البحــث فــي 3

Made with FlippingBook Online newsletter