العدد الثاني من مجلة لباب

| 44

ـا وعلـى عكـس الأصوليـة ً شـرعية الحكـم وحتـى شـرعية ممارسـة السياسـة، ولكـن هـي أيض البروتسـتانتية، ليسـت تعبيـرات عـن «حقيقـة مقدسـة»، ولا تنظـر إليهـا الجماهيـر المسـلمة علـى أنهــا «بيوريتانيــة» طهرانيــة معاديــة للحداثــة، وخاصــة تيــارات الإســ م السياســي، وإن كان .)7( هن ـاك بع ـض الجماع ـات الإس ـ مية «الهامش ـية»، تتصـرف أو تدع ـي أنه ـا كذل ـك كمــا لا يمكــن للدراســة، لإتمــام صــورة الأيديولوجيــا الناعمــة للتيــار الإســ مي الرئيســي وتأثيراتهـا فيـه ومـا تقدمـه لـه، إلا أن تتنـاول التيـارات الأخـرى، لاسـيما الجهاديـة والسـلفية، ـا ً ـا، لتداخـل تأثيراته ـا أحيان ً وذل ـك م ـن ب ـاب المقابل ـة والمقارن ـة حي ـث يجـب التميي ـز أحيان ً أخـرى، حيـث تعـود جميعهـا لنـص دينـي واحـد، وإن كانـت مختلفـة فـي فهمهـا لـه فضـ عـن ظـروف وجـذور نشـأتها التاريخي ـة. أمــا فرضيــة البحــث فتقــوم بالأســاس علــى الصلــة الوثيقــة بــ الإرث الإســ مي العلمــي لدراسـة )8( والبنـاء الأيديولوجـي للإسـ ميين؛ مـا يسـتدعي اعتمـاد المنهـج الوصفي التفسـيري العلاق ـة الجدلي ـة بينهم ـا، وم ـا يعن ـي ذل ـك م ـن شـرح العلاق ـات ب ـ الظواه ـر الاجتماعي ـة والرب ـط ب ـ العوام ـل والعناصـر المكون ـة له ـا، والوق ـوف عل ـى الأس ـباب الكامن ـة وراءه ـا. عـن تفكيـك وإعـادة تركيـب هـذه العلاقـة، بغـرض المقارنـة وبيـان أوجـه الاختـ ف ً فضـ والاتفـاق، وصلـة ذلـك ببنـاء منظـور قـادر علـى تفسـير أسـباب القـوة الناعمـة لأيديولوجيـا ــا -وإن بتفــاوت وببعــض الاســتثناء- علــى بقيــة ً الإســ م السياســي، وهــو مــا ينطبــق أيض التي ـارات الإسـ مية الأخـرى. وتتضمـن الدراسـة لتحقيـق غاياتهـا ثلاثـة عناوين رئيسـة: الأول يحـدد المقصـود بـ»الأيديولوجيا ـل صلـب الدراسـة- يطـرح «النمـوذج المعرفـي» لتحـولات ِّ الإسـ مية الناعمـة»، والثانـي -ويمث مه الأيديولوجـي» ليكـون الإطـار المرجعـي لفهـم الأيديولوجيـا وكيفيـة عمـل َّ ـل ُ الإسـ ميين و»س قوتهـا الناعمـة، ويبحـث الثالـث تحديـات المسـتقبل، وقـدرة الإسـ م السياسـي علـى «التكيف ـا. ً الأيديولوجـي» للاسـتمرار والبقـاء، أو حتـى للنهـوض والازدهـار أحيان

Made with FlippingBook Online newsletter