العدد الثاني من مجلة لباب

الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي

45 |

. الأيديولوجيا الإسلامية الناعمة 1 ممـا تهـدف إليـه الدراسـة تقصـي المسـارات والتوجهـات المسـتقبلية الرئيسـة للتيـار الإسـ مي الرئيســي، مــن منظــور «الأيديولوجيــا» الناعمــة التــي يعتنقهــا الإســ ميون، أي ســتراجع ا مـن ً الخيـارات السياسـية لهـذا التيـار المسـتقاة مـن الإسـ م نفسـه كمـا يفهمونـه هـم، وتحديـد -وهـي دينيـة بالضـرورة- ومـا تركتـه مـن تأثيـر علـى أدائـه، وبالتالـي )9( السـردية الإسـ مية النظـر عـن التطورات ِّ محاولـة رصـد هـذه التأثيـرات -ومـا يتصـل بهـا- علـى مسـتقبله، بغـض والوقائـع والظـروف السياسـية والتاريخيـة إلا بقـدر تفاعلـه معهـا. أمـا تعريفـات الأيديولوجيـا الإسـ مية فهـي عديـدة، لكـن يمكـن الوقـوف عنـد تعريـف ممتـاز بهـدف الدراسـة، ويقصـد بهـا (الأيديولوجيـا الإسـ مية) ً ، لأنـه الأكثـر اتصـا )10( آر تركونـة ـا علـى كافـة مجـالات الحيـاة مـن الإيمـان والفكـر إلـى السياسـة ً «السـعي لجعـل الإسـ م حاكم والإدارة والقانـون، والبحـث عـن حـل لمشـكلة تخلـف الـدول الإسـ مية مقارنـة بالغـرب عـن ، خلـص )12( . وبعـد أن أورد عـدة تعريفـات ومـن بينهـا الأخيـر )11( طريـق الوحـدة والتضامـن» الباحـث ف ـي شـؤون الحـركات الإسـ مية، محم ـد عف ـان، إل ـى أن ـه «يمكـن الوق ـوف عل ـى ـا، وأن ً ث ـ ث صف ـات ممي ـزة للإسـ موية: أنه ـا معاصـرة، وأنه ـا حركـة فكري ـة وسياسـية مع الفرضيـة الأساسـية لهـا هـي الطبيعـة الشـاملة للإسـ م... فـإن هـذا المعتقـد الخـاص بالطبيعـة الشـاملة للإسـ م هـو مـا يدفـع الغالبيـة العظمـى مـن الإسـ ميين إلـى المطالبـة بإقامـة الدولـة . )13( الإسـ مية» وبه ـذا الاعتب ـار، عن ـد أي تن ـاول لأيديولوجي ـا الإسـ ميين وقوته ـا الناعم ـة، وخاصـة التي ـار الرئيسـي، يجـب اسـتصحاب أنـه بحـث فـي الجـذور الدينيـة للإسـ ميين، وأن الأيديولوجيـا ليسـت فـي الأصـل علاقـة خاصـة يعـود بهـا الإسـ ميون دون سـواهم إلـى الإسـ م، لأن لهـا ا بـ عمـوم المسـلمين -ومنهـم الإسـ ميون- فـي علاقتهـم بالإسـ م وسـرديته ً ا مشـترك ً قـدر السياسـية. وهـذا لا ينفـي أن للإسـ ميين بعـض الخصوصيـة فـي بعضهـا، وهـي التـي تعطيهـم سماتهـم الخاصـة.

Made with FlippingBook Online newsletter