العدد الثاني من مجلة لباب

| 46

ـا، بـأن التداخـل بـ الأيديولوجي ـا والديـن -وهـو أمـر شـائع- تحصي ـل ً ويجـب الإقـرار أيض ـا للديـن والدنيـا ولـكل مناحـي الحيـاة والسياسـة؛ حيث ً حاصـل مـع «الإسـ م»، بوصفـه جامع يعتمـد الإسـ ميون علـى «السـردية الإسـ مية» بمـا تشـتمل عليـه مـن أحـكام فقهيـة وقيميـة ا وممارسـة، للتأصيـل لآرائهـم ورؤاهـم السياسـية ً ـا واجتهـاد ّ ً ومـا تشـتمل عليـه مـن دلالات نص ولتطبيـق فرضياتهـم الأخلاقيـة ذات الصلـة. وبالطبـع، إن فهمهـم «للسـردية الإسـ مية» يتأثـر ـا المسـافة بـ هاتـ الاثنتين فـي عملية جدلية مسـتمرة، ً ـا، وتختفـي أحيان ً بـ»الأيديولوجيـا» أيض حيـث تتحـول بعـض المعانـي الدينيـة إلـى أيديولوجيـا كمـا قـد يتحـول بعـض مـن الأيديولوجيا . وهنـا، تكمـن قـدرة التيـارات الإسـ مية وقوتهـا الأيديولوجيـة، حيـث )14( إلـى معـان دينيـة تمـارس الأخيـرة تأثيريـن واضحـ علـى الإسـ ميين ومسـتقبلهم: : هــي قــوة ناعمــة: لأنهــا «إحــدى الطــرق» إلــى بلــوغ وتحقيــق الإســ م -»بصورتــه ً أو الكاملـة»- الشـامل للسياسـة فـي حيـاة المسـلمين، وليـس ذاك -الإسـ م منـزوع السياسـة- الـذي تقدمـه المؤسسـات الإسـ مية التقليديـة أو الرسميـة التـي هـي بدورهـا جـزء مـن «الدولـة الوطني ـة القائم ـة». والأيديولوجي ـا الإسـ مية به ـذا الاعتب ـار جـزء م ـن الإسـ م نفسـه (وف ـق السـردية الإسـ مية السـائدة)، الـذي يسـعى كل مسـلم إلـى تطبيقـه بقـوة الواجـب الدينـي فـي إلا تلـك )15( حياتـه اليوميـة أو فـي تطلعاتـه للمسـتقبل. وبعبـارة أوضـح، ليسـت القـوة الناعمـة ـا مـا ً القـدرة فـي «التأثيـر علـى سـلوك الآخريـن مـن خـ ل جذبهـم أو جعلهـم يريـدون طوع ، وهـذا مـا تفعلـه أيديولوجيـا الإسـ ميين بالضبـط، وهـي المقصـودة بالأيديولوجيـا )16( تريـد» الناعم ـة، وه ـي الت ـي تضم ـن للإس ـ ميين الق ـدرة عل ـى الاس ـتقرار والالتح ـام م ـع المجتم ـع المسـلم وتطلعاتـه، وأن يتلقاهـم بالقب ـول. ل الأيديولوجيـا بالنسـبة للإسـ ميين ِّ ـا: هـي إطـار لفهـم النـص والتعامـل مـع الواقـع: تشـك ً ثاني الـذي يعود الإسـ ميون إليـه كإطار )17( ـا، المرجـع والإطـار المعرفـي أي «الخيـال السياسـي» ً أيض )18( مفاهيمـي لفهـم النـص، ومـا يحملـه هـذا الأخيـر مـن خيـارات واحتمـالات وإمكانـات ـا هـو جـزء بالأسـاس مـن «السـردية ً للتعامـل مـع الواقـع. وهـذا الوصـف للأيديولوجي ـا أيض

Made with FlippingBook Online newsletter