العدد الثاني من مجلة لباب

| 48

م الأيديولوجي ّ . النموذج المعرفي والسل 2 ت التيــارات الإســ مية بمراحــل زمنيــة عــدة أســهمت فــي صياغــة بنيتهــا التنظيميــة َّ مــر وخطابهــا الفكــري، وأكملــت بناءهــا الأيديولوجــي فــي تشــابه مــع فهمهــا للرســالة التــي تحمله ـا، واله ـدف ال ـذي تس ـعى إلي ـه. وبالتال ـي كان ـت الس ـردية الإسـ مية -وم ـا فيه ـا مم ـا يتصـل بالدولـة الإسـ مية أو «الخلافـة»- وبقيـة العلـوم الإسـ مية هـي المرجـع الـذي يسـتقي منـه الإسـ ميون الحلـول للتحديـات التـي يواجهونهـا، أو حتـى فـي توصيفهـم لهـا ومـن ثـم يعمل ـون عل ـى إع ـادة تداول ـه. سـة للإسـ م هـي التـي تعطيـه السـمات الرئيسـة التـي ِّ ـا ملاحظـة أن العلـوم المؤس ً وليـس صعب اسـتلهمها الإسـ ميون فـي صياغـة أيديولوجيتهـم. فسـمة «شـمول الإسـ م» علـى الدنيـا بمـا علـوم الفقـه التـي تتدخـل فـي مجمـل حيـاة ً فيهـا مـن سياسـة وحكـم، هـو ممـا تلحظـه مثـ المكلفـ ، السياسـية كمـا سـواها. وسمـة «المعاصـرة»، أي إنـه ديـن لـكل زمـان ومـكان، هـو ممـا قامـت عليـه علـوم أصـول الفقـه والإفتـاء، التـي تلحـظ «الملاءمـة» بـ مـا جـاء بـه نـص صريـح ومـا لـم يـأت بـه نـص، ليقيـس الأخيـر كواقعـة فـي الواقـع المعاصـر علـى الأول أي النـص فـي زمـن الرسـالة. وهـي التـي تلحـظ «فعاليـة» أحـكام الشـريعة فـي الواقـع بتحقيـق ـا ف ـإن مجم ـل الدي ـن ً مقاصده ـا وإلا اندرسـت أي الش ـريعة نفس ـها. لا ب ـل قب ـل ه ـذا جميع عـن النب ـي َّ قـام عل ـى عل ـم الحدي ـث، كسـبيل لتوثي ـق الإسـ م كل ـه، فـكل مـا جـاء وصـح م، هـو أسـاس شـرعية الشـريعة وحتـى أسـاس «شـرعية مطالبتهـم َّ ـى الله عليـه وسـل َّ محمـد صل بتطبيقهـا». ووفـق هـذا التوصيـف، يمكـن تبيـان وتفسـير عناصـر قـوة الإسـ ميين الأيديولوجيـة وكذلـك التنبـؤ بالإجمـال بطريقـة تفكيـر الإسـ ميين واتجاهاتهـا بدفـع مـن الأيديولوجيـا، مـن خـ ل بنـاء نمـوذج معرفـي خـاص أو سـلم أيديولوجـي مسـتوحى منهـا وممـا تتطابـق فيـه مـع العلـوم المؤسسـة للإسـ م وسـرديته السياسـية، بمـا يفسـر مطالـب الإسـ ميين وقوتهـا. وبه ـذا، يمكـن أن يق ـوم النم ـوذج المقت ـرح عل ـى ثلاث ـة معايي ـر أو ث ـ ث درجـات ف ـي سـلم

Made with FlippingBook Online newsletter