العدد الثاني من مجلة لباب

| 50

عـن علـم الحديـث يصفـه فـي سـياق )22( تكـون إلا عـن الثقـات»، قـول محمـد بـن سـيرين . أي يتوق ـف وج ـود الدي ـن نفس ـه عل ـى )23( ت ـه: «إن ه ـذا العل ـم دي ـن..» َ ل َ ق َ دعوت ـه لتح ـري ن وجـود علـم الحديـث. ووفـق نفـس هـذه المطابقـة بـ «علـم الحديـث» و»الديـن» فـإن بعـض «الأفـكار التأسيسـية» فـي الحـركات الإسـ مية، جـاءت وفـق نفـس الآلي ـة والتطاب ـق، فهـي «ديـن»، ولـو فـي سـياق مختلـف، وليـس بمجـرد الترويـج أو الادعـاء، بـل باسـتدلال فقهـي «يؤكـد» أنهـا جـزء مـن واجبـات المسـلم. عنـد هـذا المسـتوى يصبـح الحديـث عـن ضـرورة وجـود الحـركات الإسـ مية، يشـبه الحديـث عـن القطعي ـات التأسيسـية فـي الإسـ م، فحي ـث لا حـركات إسـ مية لا «سياسـة شـرعية»، لأنهـا تقـوم بواجـب فـي هـذا المجـال لا يقـوم بـه سـواها. والسـردية الإسـ مية تسـاعد علـى ذل ـك حي ـث يختل ـط الواج ـب التعب ـدي بالواج ـب السياس ـي المن ـاط بالمس ـلم، فعل ـى س ـبيل َّ ـن َ ض َ ق ْ ن ُ المثـال، يسـتدل الإسـ ميون علـى انحسـار الديـن بتـآكل شـرعية الحكـم، بحديـث: « لت عـرى الإسـ م، عـروة عـروة، فكلمـا انتقضـت عـروة تشـبث الن ـاس بالت ـي تليهـا، وأولهـن ). فالحديـث يقـرر الصلـة بـ واجبـات المسـلم الفرديـة 24(» كـم وآخرهـن الصـ ة ُ ـا الح ً نقض التعبدي ـة: الصـ ة، وواجبات ـه الديني ـة السياسـية المجتمعي ـة: «الحكـم». ه ـذا المث ـال، ونظائ ـره كثـر، يقـود إلـى المقدمـة الثانيـة. - المقدمـة الثانيـة: لا تـزال الخلافـة الإسـ مية حاضـرة فـي وعـي عمـوم المسـلمين -حتـى يومنا هـذا- علـى أنهـا النمـوذج الشـرعي لــ “الدولة الإسـ مية» بفعـل التوثيـق الديني لهـذا النموذج ســواء بالســنة أو القــرآن، أو حتــى الممارســة خــ ل القــرون الأولــى مــن تاريــخ المســلمين، ل سـقوط الخلافـة -بمـا َّ وكذلـك لأن إقامـة كثيـر مـن أحـكام الإسـ م يتوقـف عليهـا. وشـك يحيـل علـى انعدامهـا المطلـق حتـى علـى المسـتوى الرمـزي مـن حيـاة المسـلمين- صدمـة كبيـرة ـا حت ـى اللحظـة: هـل هن ـاك مدخـل ً ، ربمـا لا ي ـزال مطروح ً لوعـي المسـلمين وطـرح سـؤا لسياسـة مشـروعة ولشـرعية سياسـية فـي غيـاب الحكـم والحاكـم الإسـ مي، وكيـف يمكـن ومـن الأجوبـة علـى مثـل )25( إعـادة اسـتئناف الحكـم الإسـ مي أو مـا البديـل الشـرعي لـه؟

Made with FlippingBook Online newsletter