العدد الثاني من مجلة لباب

| 54

حيــث رد الاعتــداء، والســلفيون مــن حيــث تصحيــح الاعتقــاد والديــن، وإن مــن منظــور ــا ارتبــط لــدى الإخــوان بـ»فلســطين»، والســلفية لديــه بالتجديــد ّ ً مختلــف. فالجهــاد تاريخي العلم ـي وه ـذا كل ـه مم ـا تعكس ـه «الدع ـوة» ل ـدى الإخـوان، فه ـم أصحـاب «دع ـوة» بالمعن ـى )، فه ـي رسـالة تعي ـد صه ـر مكتسـبات التي ـارات الإسـ مية الأخـرى م ـن 36( الأيديولوجـي القـوة الناعمـة، (وحتـى مـن سـواهم) لتتحـول إلـى مكتسـبات لأيديولوجيتهـا الناعمـة الخاصـة بهـا. . الملاءمة للمرحلة والبناء التنظيمي 2.2 لت َّ إن «صلاحي ـة الدي ـن ل ـكل زمـان ومـكان» كإحـدى أهـم سمـات أحـكام الإسـ م، شـك جوه ـر خط ـاب الإس ـ ميين ف ـي س ـعيهم لإقام ـة الحك ـم الإس ـ مي، فالحـركات الإس ـ مية ليس ـت مج ـرد وع ـاء تنظيم ـي ب ـل ه ـي «إط ـار دين ـي وش ـرعي» (جماع ـة)، واج ـب الوج ـود لإقامــة أحــكام الإســ م «التدبيريــة»، وكمــا أن الديــن صــالح لــكل زمــان ومــكان فهــي بالضـرورة كذلـك، وبالتالـي صبـت جهدهـا ووجهـت مسـارها نحـو الملاءمـة والمطابقـة بـ ا م ـن ذل ـك النق ـاش أو الجه ـد ً الواق ـع والن ـص» م ـن حي ـث التدبي ـر السياسـي، وكان ـت جـزء ا مـن ذلـك المسـار ومـن ً للمواءمـة بـ مقاصـد الديـن ومقتضيـات العصـر، وأصبحـت جـزء إرث ـه العلم ـي والفقه ـي لتبن ـي علي ـه ف ـي الجان ـب السياسـي والتنظيم ـي. ه الباحثــون أحــد أهــم المراجــع التاريخيــة ُّ ــد ُ ع َ فابــن تيميــة، علــى ســبيل المثــال، والــذي ي للأيديولوجي ـا الإس ـ مية، م ـن أس ـباب احتف ـاء الإسـ ميين بكتب ـه ومقولات ـه حت ـى وجـدت ا، أنهـا تصـدت لهـذه المعضلـة سـواء بالتنظيـر أو الممارسـة فـي بيئـة افتقرت ً واسـع ً لديهـم قبـو ). كمـا تصـدى لتنظيـم علاقـة العقـل مـع النقـل، 37( للشـرعية الإسـ مية المعهـودة فـي زمنـه أي الواقــع مــع الشــرع فــي كتابــه المشــهور «درء تعــارض العقــل والنقــل» فــي إجابــة علــى ). وفـي نفـس السـياق، 38( نـوازل منهجيـة فـي عصـره وهـي متكـررة فـي العصـور اللاحقـة أحـد الأمثل ـة عل ـى هـذه الحالـة، محاولـة حركـة الإحي ـاء الإسـ مي بـكل تلاوينهـا العلمي ـة والاجتماعيـة وحتـى السياسـية -لاسـيما مدرسـة المنـار وروادهـا: محمـد عبـده وجمـال الديـن

Made with FlippingBook Online newsletter