العدد الثاني من مجلة لباب

55 |

الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي

الأفغانـي ومحمـد رشـيد رضـا- الملاءمـة بـ منجـزات العلـم الحديـث والمعتقـدات الدينيـة أو ا مـا انتهـى إلـى ً بـ بعـض مـا جـاء فـي القـرآن والسـنة وعـدم تناقضهـا مـع العلـم (تحديـد سمـع المسـلمين مـن علـوم فـي القـرن التاسـع عشـر). النظـر عـن ِّ ا مـن عمـوم التيـارات الإسـ مية بغـض ً كبيـر ً وقـد لقيـت هـذه الدعـوات تفاعـ ـا لهـا واندراجهـم ّ ً ا إصلاحي ً ترحيـب بعضهـم بهـا كالإخـوان المسـلمين واعتبـار أنفسـهم امتـداد فـي مسـارها التاريخـي، أو نقدهـم لهـا كمـا هـي الحـال مـع التيـار الجهـادي وأغلـب التيـار ا رغــم المســافة الزمنيــة، لأن الأســئلة ّ ً الســلفي والوهابــي، ولا يــزال هــذا التفاعــل مســتمر المطروحـة بقيـت ماثلـة بتحدياتهـا وتحتـاج لأجوبـة تعـزز مـن مكانـة الديـن وصلاحيتـه، ومنـه ا مـن أن يتراجـع أو يضمحـل بفعـل الزمـن والتطـور. ً الجان ـب السياسـي، حـذر والإسـ ميون بعمومهـم معنيـون بهـذا السـؤال المحـوري حـول الملاءمـة، وليـس الاكتفاء بشـرعية نموذجه ـم فق ـط، فسـعوا ف ـي ه ـذا السـياق نحـو تقري ـر شـكل نظ ـام سياسـي شـرعي ملائ ـم ئ الذم ـة م ـن واجـب إقام ـة الخلاف ـة عل ـى ِّ ب ـر ُ للعصـر، أو عل ـى الأق ـل حال ـة م ـن الشـرعية ت الفـور، وذلـك إلـى حـ توفـر الظـروف الملائمـة لإقامتهـا، مـع حرصهـم علـى إبقائهـا حيـة ، لأن المواءمـة ب ـ الشـريعة الإسـ مية والواق ـع السياسـي المعاصـر )39( ف ـي ضمي ـر المسـلمين تضفـي شـرعية ممتـدة تضمـن للشـريعة الازدهـار والاسـتقرار فـي المجتمعـات الإسـ مية وتحـول دون فتورهـا. وهـذا لا يتأتـى إلا مـن خـ ل حكـم إسـ مي شـرعي أو إيجـاد جماعـة أو آليـة تقـوم مقامـه، وكأن المسـلمين فـي مرحلـة انتقاليـة للوصول نحـو الشـرعية الكاملـة أي «الخلافة». طريـة ولكـن مـن ُ ووفـق هـذا المعيـار، فـإن الإخـوان -وللتـ ؤم مـع الواقـع- قبلـوا بالدولـة الق بــاب الضــرورة كمــا يبــدو مــن صنيعهــم وتراثهــم، علــى أن تكــون محــل إصــ ح وتغييــر للوصـول إلـى «الخلافـة»، وهـو الـذي يغلـب علـى ممارسـتهم السياسـية، فـي حـ اسـتمرت ا مـن ثقافتهـم وعقيدتهـم السياسـية، ولكـن النمـوذج الأق ـرب ً الخلاف ـة كمب ـدأ دين ـي وجـزء إليهــم الوصــول لاتحــاد يجمــع الــدول الإســ مية بــرأس واحــد، مــا يفتــح البــاب للتفكيــر بشـرعية الحكـم والخلافـة خـارج الإطـار التقليـدي، حيـث يقـول البنـا عـن الخلافـة: «شـعيرة

Made with FlippingBook Online newsletter