العدد الثاني من مجلة لباب

| 56

إسـ مية يجـب علـى المسـلمين التفكيـر فـي أمرهـا، والاهتمـام بشـأنها...والإخوان المسـلمون لهـذا يجعلـون فكـرة الخلافـة والعمـل لإعادتهـا فـي رأس مناهجهـم، وهـم مـع هـذا يعتقـدون أن ذلـك يحتـاج إلـى كثيـر مـن التمهيـدات التـي لابـد منهـا، وأن الخطـوة المباشـرة لإعـادة الخلاف ـة لاب ـد وأن تس ـبقها خط ـوات: لاب ـد م ـن تع ـاون ع ـام ثقاف ـي واجتماع ـي واقتصـادي بـ الشـعوب الإسـ مية كلهـا، يلـي ذلـك تكويـن الأحـ ف والمعاهـدات، وعقـد المجامـع والمؤتمـرات بـ هـذه البـ د... ثـم يلـي ذلـك تكويـن عصبـة الأمم الإسـ مية، حتـى إذا تم ذلـك للمسـلمين نتـج عنـه الاجتمـاع علـى «الإمـام» الـذي هـو واسـطة العقد...وظـل الله فـي . )40( الأرض» أمـا الحركـة الوهابيـة والتيـارات السـلفية التـي تشـبهها، كانـت مـن أسـرع التيـارات الإسـ مية طريـة، حيـث رأت فـي التـزام الحاكـم ُ فـي تحقيـق الملاءمـة وحسـمها علـى صعيـد الدولـة الق المس ـلم -ف ـي «الدول ـة القطري ـة»- بتطبي ـق الحـدود الش ـرعية أي القوان ـ الجنائي ـة الإس ـ مية -بالطب ـع إل ـى جان ـب الأحـوال الشـخصية- هـو أدن ـى الشـرعية، وهـو المؤشـر عندهـا عل ـى صحــة الملاءمــة بــ «الدولــة القطريــة» و»النــص» الشــرعي. وانتهــت الملاءمــة لــدى بعــض إلـى أنهـا تتصـل بالسـعي الدائـم للمواءمـة بـ نموذج ))41( ً ـة مثـ َ ل ِ اخ َ د َ التيـارات السـلفية (كالم الدولـة الشـرعية ونظـام الحكـم فـي المملكـة العربيـة السـعودية، حيـث الحاكـم يطبـق الحـدود كم ـا تقدمه ـا النصـوص دون أي تأوي ـل أو تفري ـط بالن ـص، وذل ـك ف ـي تواصـل م ـع النق ـاء سـقط الوهابيـة والحـركات ُ الدينـي الـذي قامـت عليـه عمـوم شـرعية الحركـة السـلفية. ولـم ت ـا وضعـت النقـاء العلمـي والعقـدي ّ ً التـي تشـبهها الخلافـة الإسـ مية مـن وعيهـا، لكنهـا عملي ا للوصـول إليـه، وأضفـت الشـرعية علـى «المملكـة العربيـة ً كأولويـة لأي حكـم شـرعي وشـرط السـعودية» ككيـان معاصـر فـي قطـر محـدود «يحتضـن رؤيـة إصلاحيـة» ويعمـل علـى الترويـج لهـا. ـا صعوبـة إقامـة الخلافـة فـي الواقـع الـذي هـم فيـه، وإذا كان ً أمـا الجهاديـون، فأدركـوا أيض ـا عل ـى الصعي ـد الف ـردي فإن ـه غي ـر مفه ـوم ف ـي التعام ـل م ـع السـلطة ً «دف ـع الصائ ـل» مفهوم

Made with FlippingBook Online newsletter