| 60
ُّ ـد َ ع ُ يضـم سـلفيين أو بالأحـرى معظـم السـلفيين دون أيـة قـوة أخـرى غيـر إسـ مية، بمـا كان ي بنظـر مؤيديـه بنـاء نمـوذج جديـد لـ»دولـة إسـ مية» علـى الأقـل، وبنظـر شـريحة واسـعة مـن ـا ً ع ـن شـريحة مؤث ـرة ف ـي العال ـم العرب ـي، وكادت تحـدث انقلاب ً الجمه ـور المصـري، فضـ فــي مفهــوم الشــرعية فــي المنطقــة العربيــة، لاســيما أنهــا جــاءت فــي ســياق «ثــورة» علــى ا ً ا تأثيـرا كبيـر ّ ً الاسـتبداد، ولتقـر «شـرعية» جديـدة مسـتأنفة فـي العالـم العربـي. وتركـت سياسـي علـى الإقليـم برمتـه حيـث ظهـرت حركـة «مضـادة للثـورات» تحـت عنـوان محاربـة الإخـوان وأسـقطت هـذا الحكـم بانق ـ ب عسـكري ف ـي مصـر ف ـي خضـم اعتراضـات شـعبية عل ـى الرئي ـس محم ـد مرس ـي، ولا ت ـزال الحرك ـة تتع ـرض إل ـى محاول ـة اس ـتئصال ف ـي أكث ـر م ـن دولـة عربيـة، حتـى إن تصنيـف خطرهـا لـدى بعـض الـدول العربيـة (خاصـة الرباعيـة، مصـر والإمـارات والسـعودية والبحريـن) قـد اقتـرن بخطـر تنظيـم الدولـة وأنهمـا سـواء، مـن حيـث التطـرف أو الإرهـاب وإن اختلفـت أسـاليب عمـل كل منهمـا. اللافـت هنـا أن أيـة حركـة أخـرى لـم تصل، في سـياق الربيـع العربـي، إلـى «الفعالية السياسـية» الموصوفـة هـذه، وب ـدت عمـوم الحـركات الإسـ مية، وخاصـة بعـد فـوز الإخـوان بالرئاسـة فـي مصـر، كالقاطـرة التـي يحـرص الجميـع علـى الاسـتقامة وراءهـا رغـم الخلافـات العميقـة معهـا. حتـى تنظيـم القاعـدة أوقـف تصعيـده ضـد الإخـوان وكأنـه دخـل فـي هدنـة معهـم سـه، أسـامة ِّ ه لمؤس ِ ـد ْ ق َ ـا مـع ف ّ ً وربمـا تجـاوز ذلـك لاسـيما أن الثـورات العربيـة قـد تقاطعـت زمني )، ودخ ـل فيم ـا يش ـبه المراجع ـة 2011 مايو/أي ـار 2 ب ـن لادن (اغتالت ـه الق ـوات الأميركي ـة ف ـي ر مـن الـدور ِّ حـذ ُ ـف الإخـوان وي َّ لنهجـه السـابق، وكان زعيمـه الجديـد، أيمـن الظواهـري، يتأل ـس موقـف واضـح مـن ُّ الانقلابـي الـذي يمكـن أن يلعبـه الجيـش. وبعـد الانقـ ب يمكـن تلم الظواهـري إلـى جانـب الرئيـس، محمـد مرسـي، وإن اسـتعمل لغـة دينيـة متحفظـة علـى «نهـج .)44( ـد فـي كلام القاعـدة مـع الإخـوان َ ه ْ ع ُ ـا لـم ي ً الإخـوان»، لكنهـا عكسـت تعاطف وبالمقابـل، كان الظهـور الطاغـي لتنظيـم الدولـة الإسـ مية فـي العـراق والشـام، ولكـن جـاء فـي اتجـاه معاكـس وسـار فـي سـياق الحركـة المضـادة للثـورات مـن حيـث معاداتـه للديمقراطية
Made with FlippingBook Online newsletter