العدد الثاني من مجلة لباب

65 |

الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي

سـتكون فاعلـة فـي التيـار الإسـ مي فـي مرحلـة الانحسـار، وتسـهم فـي تحديـد مسـتقبله؟ ـا ً ا تراجع ً فبالنسـبة للأولـى ذات الصلـة بالتكيـف الأيديولوجـي: فقـد شـهد الإسـ ميون مـرار ــا فــي خطابهــم الأيديولوجــي، لكنهــم لا يلبثــون أن يتعافــوا وينهضــوا ً فــي دورهــم وضعف مــرة أخــرى، وفــق آليــة متكــررة ليســت بعيــدة عــن نموذجهــم الأيديولوجــي، ووفــق دورة مـن التجـدد الدينـي والأيديولوجـي، تعيـد التأكيـد علـى شـرعية نموذجهـم السياسـي بتجديـد «التوثي ـق» ل ـه، وبإعـادة تكي ـف مـن خـ ل ملاءمـة بشـروط جدي ـدة: ب ـ فهمهـم للسـردية الإسـ مية والواقـع المسـتجد، مـا يضمـن الاسـتمرار فـي تغذي ـة «خيالهـم السياسـي» وشـحذ ف ـي مواجه ـة أي تحدي ـات مقبل ـة أو ً ا وفاع ـ ّ ً ا أساسـي ً قوته ـم الديني ـة «الناعم ـة»، لتلع ـب دور المسـاهمة ف ـي رسـم المسـتقبل. ومـن بـاب التمثيـل فقـط ويقـاس عليـه، نجـد إعـادة توثيـق وتكيـف بملاءمـة جديدة فـي كتاب فـه المرشـد الثانـي لحركـة الإخـوان المسـلمين، حسـن الهضيبـي؛ إذ لم َّ «دعـاة لا قضـاة» الـذي أل إلا لمواجهـة الـرؤى التـي كادت تتكـرس فـي الجماعـة فـي سـياق المواجهـة مـع الرئيـس، َّ ـد َ ع ُ ي )، «معالـم 1966 عـدم عـام ُ ، ونتيجـة لكتابـات سـيد قطـب (أ )1954-1970( جمـال عبـد الناصـر فـي الطريـق» أو لمـا قـد يفهـم منهـا، ممـا يتصـل «بقضيـة التكفيـر» والدعـوة لمواجهـة الأنظمـة والمفاصلـة معهـا: إيمـان فـي مواجهـة كفـر، و»العزلـة الشـعورية» عـن المجتمـع. فهـذه الأفـكار ـا عل ـى جماعـة الإخـوان، وكان لاب ـد مـن مراجع ـة تعي ـد التأكي ـد عل ـى «ثواب ـت» ً كان ـت عبئ الجماعـة وأهمهـا أنهـا حركـة «دعويـة» وليسـت معني ـة بالحكـم علـى الن ـاس ولا حت ـى علـى الأنظمـة بالكفـر مـن عدمـه، إضافـة إلـى تصويبـات أخـرى تضمنهـا الكتـاب. فهـذه المراجعـات هـي جـزء مـن دورة أيديولوجي ـة أصبحـت أشـبه بالسـمة لعمـوم التي ـارات الإسـ مية وليـس لتيـارات الإسـ م السياسـي فقـط، ويمكـن التمثيـل بالمراجعـات للجهاديـ ا فـي ً ، وسـواهما. فالحـركات الإسـ مية تشـهد نشـاط )46( وكذلـك فـي ليبي ـا ،)45( فـي مصـر ا، ولكـن مـا تلبـث أن تشـهد ً زمـن التأسـيس ومـن ثـم تراكـم تجـارب وقـد تشـهد قـوة وازدهـار ـا خاصـة إذا مـا عجـزت توجهاتهـا عـن التـ ؤم مـع الواقـع أو اسـتيعاب تحدياته، ً ـا وتراجع ً ضعف

Made with FlippingBook Online newsletter