العدد الثاني من مجلة لباب

| 66

ـا مـا تكـون ذاتيـة وكذلـك ً ومـن ثـم تدخـل بعدهـا فـي دوامـة مـن النقـد والمراجعـة، وغالب م ـن الآخري ـن باحث ـ وخصـوم وس ـواهم، وذل ـك إل ـى حـ التهي ـؤ م ـرة أخـرى لانطلاق ـة ـا فـي اسـتفادة مـن «الأيديولوجيـا الناعمـة» نفسـها ً أخـرى إذا سمحـت الظـروف. ولكـن حتم الت ـي تس ـمح به ـذه ال ـدورة، س ـواء لاس ـتنقاذ نفس ـها م ـن الاندث ـار وه ـذا الح ـد الأدن ـى، أو لتحقيـق وثبـة أخـرى إذا مـا اكتملـت أسـبابها ومـن أبـرز أمثلتهـا مـا كان مـن التيـار الإسـ مي ا حركـة الإخـوان المسـلمين. ً الرئيسـي، فـي الثـورات العربيـة وتحديـد فقبيـل الثـورات العربيـة مـن الشـائع القـول: إن الإسـ ميين -وخاصـة حركـة الإخـوان- كانـت ــا، ولكــن كانــت علــى حــال مــن الضعــف لا يؤهلهــا للوصــول إلــى الحكــم ً الأكثــر تنظيم بسـبب الكبـت والتضييـق الـذي لازم الحركـة سـواء فـي مصـر أو سـواها، إلا أنهـا بدفـع مـن الأيديولوجيــا الناعمــة اســتطاعت بلــوغ مــا بلغتــه فــي ذروة نجــاح الثــورات، كمــا أن بقيــة الإسـ ميين كانـوا قـد تأقلمـوا مـع الواقـع الجديـد وأحدثـوا تغييـرات أو كانـوا علـى اسـتعداد ا، فـي رؤاهـم الثقافيـة وبناهـم التنظيمي ـة والسياسـية. ّ ً ا وسـريع نسـبي ّ ً لتغيي ـر عمي ـق جـد أن حرك ـة الإخ ـوان ف ـي التس ـعينات وم ـا بعده ـا انفتح ـت عل ـى ً وبنظ ـرة ش ـاملة، نج ـد مث ـ عـن الحـوار ً ) وكل المخالفـ لهـا فـي الداخـل، فضـ 47( الحـوار مـع القومي ـ والعلماني ـ ك ِّ لأفـكار كان ـت تتحفـظ عليهـا وتشـك ً مـع الخـارج وخاصـة الغـرب، فانتهـت أكث ـر تقب ـ بمـدى ملاءمتهـا «للسـردية السياسـية الإسـ مية» كمـا تفهمهـا، فانفتحـت علـى القيـم العالميـة ـا للصناديـق ً المتصلـة بالحريـات وحقـوق الإنسـان وقبلـت الاحتـكام المطلـق وبـ شـروط تقريب )، وه ـو م ـا تع ـزز م ـع الانفجـار التكنولوجـي 48( والره ـان عل ـى الديمقراطي ـة كس ـبيل للتغيي ـر وظهـور مواقـع التواصـل الاجتماعـي، فمـا أن أصبحـت علـى احتـكاك مباشـر مـع الجماهيـر ا واكتملـت ظـروف «الربيـع العربـي»، إلا كان خطابهـا الجديـد قـد اكتملـت صورتـه فـي ّ ً نسـبي نسـق محـدد لـه سماتـه التـي تعكسـها الأيديولوجيـا الناعمـة نفسـها، أي الجمـع بـ السـردية السياسـية الإسـ مية وقيـم الواقـع السياسـي المسـتجد، التـي مـن أبرزهـا حريـة الاختيـار، لأنهـا قرينـة «البيعـة» و»الشـورى» فـي السـردية الإسـ مية.

Made with FlippingBook Online newsletter