69 |
الأيديولوجيا الناعمة لـ»الإسلام السياسي» ومستقبله بعد الربيع العربي
تدوينـه وكتابتـه، كمـا تقـول المصـادر الإسـ مية نفسـها. وممـن نهـى عـن ذلـك بعد أن استشـار الصحابـة فـي التدويـن، الخليفـة الثانـي عمـر بـن الخطـاب، ولكـن حاجـة الرسـالة للامتـداد مـت جـواز كتابـة الحديـث بعـد أن كرهـه أو َّ والاسـتمرار وعـدم الفتـور وخشـية الانـدراس حت ـل علمـاء المسـلمين المنـع بأسـباب عـدة منهـا َّ منعـه الصحابـة أو جمهورهـم علـى الأقـل، وعل ـا أن فعاليـة الحضـارة الإسـ مية ً ). والأهـم مـن هـذا جميع 51( خشـية اختـ ط القـرآن بالسـنة وتوسـعها كان علـى ارتبـاط بالتدويـن نفسـه، فمـن بعـد ذلـك انتقلـت تعاليـم الإسـ م وإرثـه مـن بيئـة كانـت متلائمـة مـع الروايـة الشـفوية إلـى بيئـات التدويـن، وهـو العالـم الأوسـع. ومـن الأمثلـة المعاصـرة والمفيـدة فـي هذا السـياق، أن التيـارات السـلفية الجهاديـة، ذات الطبيعة م صـور كل ذي روح فـي إعلامهـا بنـاء علـى فتـوى التحريم ِّ ا، كانـت تحـر ّ ً الفقهيـة المحافظـة جـد وأدلتهـا علـى ذلـك شـائعة، وهـي سمـة أساسـية كانـت تميزهـا عـن بقيـة الإسـ ميين، وكانـت صـدر مجلاته ـا خـ ل سـنوات مشـاركتها لاسـيما الأول ـى منه ـا، ف ـي «الجه ـاد الأفغان ـي»، ُ ت )، وتح ـت عن ـوان الحاج ـة إل ـى الصـورة 52( بصـور لأس ـلحة وجب ـال وم ـا يش ـبه ذل ـك فق ـط للحـث علـى الجهـاد ومـا إلـى ذلـك مـن مبـررات وضـرورات ليس هنـا مجـال بحثهـا الفقهي. تحولـت كل التيـارات السـلفية، الجهاديـة منهـا وحتـى غيـر الجهاديـة، إلـى جـواز تصويـر كل ـا. ً سـمع لمعتـرض ذي أهميـة صوت ُ شـيء دون تمييـز، ويـكاد لا ي ويمكـن ملاحظـة هـذه السـمة وبالـذات فـي التيـار الإسـ مي الرئيسـي، فـي التحـول والتغيـر ا، فمنهــا ممــا يتصــل بالمــرأة والموســيقى والعلاقــة مــع غيــر ً فــي كثيــر مــن القضايــا مؤخــر المسـلمين، ومزي ـد مـن المرون ـة ف ـي قضاي ـا حري ـة التعبي ـر وحق ـوق الإنسـان ومـا إل ـى ذل ـك. وقـد يكـون لهـذا التحـول حـدود وقيـود وأطـر تحـدده، لكـن المـراد أن الأيديولوجيـا الإسـ مية ـا. ً تملـك القـدرة علـى التكيـف، وهـو مـا قـد يأتـي علـى غيـر توقـع أحيان ولكـن يبقـى التيـار الإسـ مي الرئيسـي، هـو الأكثـر اسـتفادة مـن هـذه المحطـات خاصـة لـو تكـررت، وعلـى مسـتويين: فعلـى المسـتوى الأول، هـي توفـر لـه الفرصـة لمزيـد مـن الملاءمـة مـا ب ـ الن ـص والواقـع، وسـيقابل بمباركـة مـن عمـوم الجمهـور، لأن ـه يصن ـع التغيي ـر بيدي ـه
Made with FlippingBook Online newsletter