العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

يشــكل الشــرق الأوســط أحد مركبات الأمن الإقليمي المعيارية السبعة التي ، والتي تتميز بغياب أي قوة على المســتوى العالمي فيها؛ ما ( (( حددها باري بوزان يسمح بتحديد القطبية المحلية ‏حصريًا من قِبل القوى الإقليمية. يشــهد الشــرق الأوســط منذ نهاية الحرب الباردة حالة متصاعدة من انعدام الأمن والاستقرار؛ نتيجة للصراعات المحتدمة فيه بين القوى الإقليمية، إلى جانب تدخلات القوى الدولية. حيث انتظمت القوى الإقليمية في الشرق الأوسط في محاور وتحالفات، أبرزها؛ المحوران الإيراني الذي يضم سوريا وجماعات مسلحة كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، والسعودي المدعوم أميركيًا ويضم بعض الدول مثل الإمارات ومصر ودوً عربية أخرى، كما برزت تركيا كقوة إقليمية طامحة لا تنتمي لأي من المحورين، وتسعى إلى استعادة مكانتها في الشرق الأوسط. وعلى صعيد الدول الصغيرة فثمة دول ســعت إلى الاحتماء في محاور وتحالفات تحفظ أمنها وترعى مصالحها، ومن هنا ســعت قطر للتحالف مع تركيا، حيث لا يســعها الدخول في المحور الإيراني؛ لعلاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة، كما لا ترغب في الدوران في الفلك السعودي، وتسعى لاستقلال سياستها الخارجية. ويتناول هذا الفصل دور قضايا الشرق الأوسط في تشكيل العلاقات التركية- القطرية، في ثلاثة مستويات، وهي: الأول: دور تركيا وقطر تجاه التغيرات المحلية (داخل الدولة) في قضايا الشرق الأوسط. الثاني: الصراعات الإقليمية في الشــرق الأوسط، وانعكاساتها على العلاقات التركية-القطرية. الثالث: التدخلات الدولية في الشــرق الأوســط، وانعكاساتها على العلاقات التركية-القطرية. (1) Barry Buzan, - Ole Waever, Regions and Powers: The Structure of International Security , (Cambridge: Cambridge University, 2003), 62.

113

Made with FlippingBook Online newsletter