العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

المبحث الثاني: الصراعات الإقليميةفي الشرق الأوسط، والعلاقات التركية-القطرية شهدت موازين القوى في الشرق الأوسط مجموعة من المتغيرات المتسارعة م، 2003 منــذ تغييــب العراق كقوة إقليميــة بعد غزو الولايات المتحــدة له عام ، وصوً إلى اندلاع ثورات الربيع " الإسرائيلي " ومع اســتمرار الصراع الفلســطيني العربــي، وما نتــج عنها من أزمات، الأمر الذي ضاعف من حجم الصراعات بين قــواه الإقليميــة، والتي لعبت أدوارًا متفاوتة في أزماتــه المختلفة، ومن أبرز هذه القوى؛ إيران التي ســعت لاختراق العديد من الدول العربية بشــكل مباشــر عبر قواتها المسلحة كما في سوريا، أو غير مباشر عبر أذرعها في تلك الدول كما في . ومن القوى " الحشد الشعبي " ، والعراق عبر تشكيلات " الحوثي " اليمن عبر جماعة الإقليمية كذلك السعودية وحلفاؤها، وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة م، وقد ســعت المملكة مــع حلفائها إلى زيادة نفوذها في 2013 ومصــر بعد عام الإقليم، بينما ســعت تركيا، القوة الصاعدة، إلى استعادة مكانتها الإقليمية، ورعاية مصالحها بالتعاون مع قطر. هذا التنافس للســيطرة والنفوذ، زعزع الأمن والاســتقرار في الإقليم، وألقى بظلالــه على العلاقات التركية-القطرية، من حيــث؛ تهديد الأمن القومي لكل من تركيا وقطر، كذلك فرض تحديات في طريق تحقيق مصالحهما في القضايا الإقليمية المختلفة. المطلب الأول: مواجهة تهديدات القوى الإقليمية تنخرط قوى إقليمية في الشرق الأوسط في أزمات يشكل بعضها تهديدًا مباشرًا للأمن القومي التركي أو القطري؛ بحكم الموقع الجيوسياســي، ومن النماذج التي سنتناولها: دور القوى الإقليمية في الأزمة السورية التي تقع على الحدود الجنوبية كيلومترًا، وتهدد أمنها القومي بصورة مباشــرة، كذلك 911 الشــرقية لتركيا بطول أزمــة حصــار قطر ومقاطعتها من قوى إقليمية جارة، الأمر الذي هدد أمنها القومي بصورة كبيرة.

129

Made with FlippingBook Online newsletter