العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

القدس عاصمة لدولة فلســطين، وعلى حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هُجّــروا منهــا مع تعويضات، وتقــف كل من تركيا وقطر بشــكل دائم مع الحق الفلســطيني وتناصــره على كل المســتويات، ومن ذلك تقديم الدعم السياســي والدبلوماسي والمالي للسلطة الفلسطينية. م فازت حركة حمــاس في الانتخابات التشــريعية 2006 وفــي مطلــع عــام الفلســطينية غيــر أن الرباعية الدولية وضعت عليها اشــتراطات، ورفضت التعامل مع حكومتها، ما شــكل ســابقة في رفض نتائج عملية ديمقراطية، وتنكر لخيارات الشعب الفلسطيني، أما تركيا وقطر فرحبتا بالتجربة الديمقراطية الفلسطينية وأشادتا بها، وقدمتا الدعم السياسي والمالي للحكومة الفلسطينية الجديدة. وخلافًا للموقف الأميركي والأوروبي الذي ينظر للمقاومة الفلســطينية بأنها إرهاب وتطرف، تعترف تركيا وكذلك قطر بحق المقاومة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، كما أن جزءًا مهمّا من قيادة حركة حماس يقيم في الأراضي القطرية، بينما تستضيف تركيا ، ويسمح ( (( " إرهابية " عددًا آخر منهم، كما لا تعدّ أنقرة والدوحة حركة حماس حركة البلدان لحماس بممارسة نشاطها السياسي والإعلامي على أراضيهما، هذه المواقف م 2010 ألقت بظلالها على العلاقات التركية-الإسرائيلية التي تعرضت للقطيعة عام مواطنين أتراك؛ نتيجة اعتداء الجيش الإســرائيلي على سفينة 10 على خلفية مقتل مرمرة التي كانت متوجهة لقطاع غزة لكســر الحصار عنه، قبل أن تعود العلاقات م غير أنها كانت فاترة ومترددة اتســمت بانعدام الثقة بين الجانبين، 2016 في عام ففــي حين ترى تركيا دولة الاحتلال قاتلة وإرهابية وفق تصريحات الرئيس التركي تركيا باحتضان الحركات المعادية " إســرائيل " أردوغان المتكررة، في المقابل تتهم لها، وتقدم لها الدعم السياســي واللوجســتي، وتنظر بريب لأنشــطتها المتصاعدة في القدس الهادفة لنصرة المقدســيين وتثبيتهم في أرضهم، وللتزايد الكبير لأعداد الأتــراك الزائرين للقــدس؛ تلبية لدعوة الرئيس أردوغــان؛ لتكثيف زيارة القدس، على الرغم من العراقيل التي يضعها الاحتلال الإســرائيلي للحد من زيارة الأتراك

(1) Kadir Turgut, Arap Baharı Bağlamında Türkiye – Katar İlişkileri, 32.

142

Made with FlippingBook Online newsletter