العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

الخاتمة

تناولت الدراســة بالتحليل العلاقات بين تركيا القوة الإقليمية الناهضة، وقطر الدولة الصغيرة المؤثرة، وتطورها خلال العقدين الماضيين على المستويين الثنائي والإقليمي، حيث يقع البلدان في إقليم الشرق الأوسط الذي يفتقر للسلم والأمن، ويعانــي من صراعات محلية، وحــروب أهلية، وصدام بين قواه الكبرى، بالإضافة إلــى أهميته الاســتراتيجية التي جلبت تدخلات القوى العظمــى في العالم، الأمر الذي جعل من البعد الأمني الاستراتيجي محددًا مهمًا للعلاقة بين دوله إلى جانب الأبعاد الأخرى السياســية والاقتصادية. وقد تأثرت العلاقات التركية-القطرية بهذه المتغيرات، لاسيما على صعيد؛ التهديدات، والفرص المتاحة، في البعد الإقليمي، وبالعوامل والظروف الداخلية في البعد الثنائي. إقليميًــا، أثرت أحداث مهمة في البيئة الإقليمية في الشــرق الأوســط، منها: 11 م، وأحداث 1993 م، واتفاقية أســلو عــام 1990 الحــرب على العــراق عام م، والذي غيبها عن لعب دورها 2003 م، وغزو العراق عام 2001 ســبتمبر/أيلول كقوة إقليمية وأخل بتوازن القوى في منطقة الخليج، وتداعيات الصراع الفلسطيني م، وما نتج 2011 ، إلى جانب اندلاع ثورات الربيع العربي منذ عام " الإســرائيلي " عنها من تغيرات سياسية وأزمات أمنية امتدت طيلة العقد الثاني، وقد أحدثت هذه الثورات فرصة للتغيير في ميزان القوى في الشــرق الأوسط، وأتاحت المجال أمام القوى الإقليمية للعب أدوار أكبر في الإقليم. وقد لعبت كل من تركيا وقطر أدوارًا مختلفة في الشرق الأوسط تبعًا لاختلاف بنيتيهما ومقوماتهما التي استندت عليها سياستاهما الخارجية، حيث تشكل تركيا قوة

165

Made with FlippingBook Online newsletter