العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

إقليمية تســتند في سياستها الخارجية على موقعها الجيوسياسي المتميز، ومواردها البشرية الهائلة، وإرثها التاريخي والحضاري العريق، وقوتها الاقتصادية والعسكرية الكبيرة، كما تســعى لحماية أمنها القومــي، وتحقيق مصالحها الوطنية، إلى جانب استعادة مكانتها الإقليمية كقائد إقليمي، وفي سبيل ذلك استخدمت أدواتها الناعمة والخشــنة في القضايا المختلفة. أما قطر الدولة الصغيرة مســاحةً وســكانًا فتتميز بسياستها الخارجية النشطة والمؤثرة المستندة على مواردها الطبيعية الهائلة في قطاع الطاقة، وقدراتها الإعلامية الكبيرة، كما تسعى لحماية أمنها القومي ورعاية مصالحها الوطنية، ولعب دور إقليمي فعّال كصانعة للسلام وراعية للسلم والأمن الدوليين. أما على الصعيد الداخلي، فتختلف مؤسسات صنع السياسة الخارجية في تركيا وقطر وفق النظام السياســي المتبع (كما هو مبين في الفصل الأول)، ففي الوقت الذي تتبع فيه تركيا نظامًا جمهوريًا ديمقراطيًا تتداول فيه الأحزاب السياســية على الســلطة، وتتقاسم فيه الجهات التشــريعية والتنفيذية صنع السياسة الخارجية، تتبع قطر نظامًا وراثيًا يتمتع فيه الأمير بمســؤوليات واســعة يعينه عليها مجلس الوزراء إلى جانب مهام مجلس الشورى التشريعية. في تركيا " الديمقراطي المحافظ " وفي هذا السياق، حافظ حزب العدالة والتنمية م إلى جانب سيطرته على البرلمان 2002 على المكوث في السلطة منفردًا منذ عام طيلة هذه المدة، وقد كان للرئيس رجب طيب أردوغان دور بارز في هذا المســار حيث تمتع بنفوذ كبير داخل الحزب منذ تأسيســه كما حظي بقبول شــعبي واسع، الأمر الذي مكنهم من فرض رؤيتهم واســتراتيجيتهم في الشــأن الخارجي ولكن بصورة متدرجة، فقد اعترضتهم تحديات كبيرة تمثلت بشــكل رئيســي في: وصاية الجيش على الحياة العامة وتدخله في رســم السياســة الخارجية، بالإضافة للدولة في مفاصل الدولة. ومن أهم نجاحات " فتح الله غولــن " العميقــة وتغلغل جماعة الحزب تمكنه من تقليص دور الجيش عبر إجراء التعديلات الدستورية في الأعوام لاســيما بعد ضلوعها في " غولن " م، وإضعــاف جماعة 2017 م، 2010 م، 2007 م. 2016 محاولة الانقلاب العسكرية منتصف عام

166

Made with FlippingBook Online newsletter