الإقليم ذات الاهتمام المشــترك، كمــا أدركت تركيا أن حقبة ما بعد الربيع العربي دينامية وغير ثابتة، ولا يمكن التعامل معها ببساطة عبر سياسية خارجية وأمنية تقتصر علــى بعد واحد، لذا عززت من علاقاتها مع قطر الدولة العربية والخليجية، والتي تمتلك موارد مالية هائلة وقدرات إعلامية كبيرة، وصاحبة سياســة خارجية نشــطة ومؤثرة، كما تتقاطع رؤاها ومصالحها معها، لإسناد سياستها الخارجية. ويمكن تلخيص عوامل التقارب التركي-القطري على الصعيدين الثنائي والإقليمي، كالآتي؛ أو ً: على الصعيد الثنائي (تناولها الفصل الثاني بالتحليل) 1 . الصداقة الشخصية بين زعيمي الدولتين، حيث يجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني وابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تقارب في الفكر والقيم المشتركة. 2 . التكامــل الاقتصادي حيث تعدّ قطــر من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، بينما تركيا من أكبر مستورديه، وهو ما شكل فرصة للتكامل، كما تمتلك تركيا الخبرات والموارد البشرية، بينما تمتلك قطر الموارد المالية، وقد شــكلت تركيا بيئة اســتثمارية مهمة للاســتثمارات القطرية الرسمية والخاصــة في القطاعات المختلفة العقارية والمالية وغيرهما، كما فتحت قطر الباب للشــركات التركية للاســتثمار في قطر، لاسيما في قطاع البنية م. 2022 التحتية؛ للاستعداد لاستضافة مونديال كرة القدم للعام 3 . التهديدات الأمنية المشــتركة تشــكل أحد أهم عوامل التقارب بين تركيا وقطر، حيث يشتركان في عدد من المهددات الإقليمية، لذا يتعاون البلدان اســتخباريًا وأمنيًا على أعلى مســتوى، ويجمعهما العديد من الاتفاقيات الثنائية في هذا الصدد. 4 . في الشــأن العسكري، تتمتع قطر بموقع جيوستراتيجي مطل على الخليج العربي الغني بالنفط ويتوســط دول الخليج، الأمر الذي ســاهم في إقدام تركيــا على إقامة أولى قواعدها العســكرية خــارج حدودها فيها، وذلك
169
Made with FlippingBook Online newsletter