لتعزيــز نفوذها، وحماية مصالحها الإقليمية، وزيــادة صادراتها الدفاعية، التي تطورت كثيرًا بعد افتتاح القاعدة العسكرية. كما تحتاج قطر للتواجد التركي العسكري على أراضيها؛ لحماية أمنها، بالإضافة إلى مهام التدريب والاستشارات التي تحتاجها قوات قطر المسلحة.
ثانيًا: على الصعيد الإقليمي (تناولها الفصل الثالث بالتحليل) مواجهة التهديدات المشتركة . 1
مع تصاعد حالة عدم الاســتقرار في الشــرق الأوسط، وزيادة وتيرة النزاعات والتدخلات الخارجية فيه؛ كونه محط أطماع الدول العظمى ونفوذها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية التي أقدمت على التدخل العســكري المباشر في عدد من دوله، بالتعاون مع قوى غربية وإقليمية؛ لتحقيق مصالحها، بالإضافة إلى اندلاع ثورات الربيع العربي التي غيرت أنظمة الحكم في بعض الدول، وأدخلت أخرى في صراع أهلي مســلح طويل جلب مزيدًا من التدخلات الخارجية والجيوش الأجنبية إلى الشرق الأوسط، هذا الحالة بالغة الخطورة من عدم الاستقرار والتشظي وضعت تركيا وقطر أمام تهديدات مباشــرة وكبيرة لأمنهما القومي، الأمر الذي دفع البلدين إلى المزيد من التقارب والتنسيق والعمل المشترك؛ لمواجهة هذه التحديات. ومن أبرز هذه التهديدات ظهور الجماعات المتشــددة كتنظيم القاعدة، وتنظيم ، وبعض المجموعــات المنبثقة عنهما، أو القريبة منهما، " داعش " الدولة الإســ مية والتي انتشرت في سوريا ولبنان والعراق، وجميعها مناطق جوار ومجال حيوي لتركيا وقطر، الأمر الذي يؤثر بصورة مباشرة في الأمن القومي لهما، وهذ ما يفسر تصدر الملف الأمني لجدول أعمال لقاءات القادة من البلدين، وأعمال اللجنة الاستراتيجية العليا في نسخها الست. وقد تقاربت رؤية البلدين كثيرًا في تحديد هوية الإرهاب، والمدرجين على لائحة المنظمات الإرهابية، فقد رأى البلدان على سبيل المثال في وتنظيم القاعدة وحزب العمال الكردستاني منظمات إرهابية، بينما رأتا في " داعش " حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة الأخرى منظمات غير إرهابية، ليس هذا وحسب، بل رأتا فيها حركات تحرر وطني تقاوم الاحتلال الإسرائيلي.
170
Made with FlippingBook Online newsletter