العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

من جانب آخر، تشــكل إيران محورًا منافسًــا شــكل تهديدًا للمصالح التركية والقطرية في الشــرق الأوســط، وبشــكل خاص بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، ومــن أوجه ذلك الصــراع الدائر بين هذه الأطراف الأزمة الســورية، حيث تدعم إيران النظام الســوري بزعامة بشــار الأسد، بينما تدعم تركيا وقطر المعارضة، كما يشكل محور السعودية والإمارات محورًا ثانيًا سعى إلى جانب صراعه مع المحور الإيراني؛ لتحجيم الدور التركي-القطري في الإقليم، بل وســاهم في محاولة تغيير النظام في تركيا وقطر، فقد أشارت العديد من التقارير إلى تدخل الإمارات لصالح المعارضة في تركيا إبان محاولة انقلاب القضاء والشرطة في ديسمبر/ كانون الأول م. إلى جانب 2016 م، وفي محاولة الانقلاب العســكري في يوليو/ تموز 2013 ‏ تصادم المصالح والنفوذ في دول ثورات الربيع العربي لاسيما مصر وتونس. أما قطر المنتمية لمجلس التعاون الخليجي فقد أقدمت ثلاث دول من أعضائه وهي المملكة م بعد 2014 الســعودية والإمارات والبحرين على ســحب سفرائها من الدوحة عام تعارض مصالحها مع قطر التي انتهجت سياسة خارجية مستقلة بالتعاون مع تركيا، م؛ ســعيًا 2017 وأقدمت كذلك بالإضافة إلى مصر على حصار قطر منتصف عام منهــا لإرغامها علــى وقف تعاونها الوثيق مع تركيا، والانســجام مع مصالح دول الحصار ورؤيتها وسياساتها الخارجية. وقد رفعت أزمة حصار قطر من مستوى التهديد لتركيا كما هو الحال لحليفتها قطــر، بعــد أن اختــارت الوقوف إلى جانــب قطر على حســاب دول أكبر بكثير كالســعودية، فمنذ اللحظة الأولى حرصت تركيا على تقديم الدعم السياسي لقطر؛ برفض حصارها والتنديد به، وعلى الإسناد الاقتصادي بإرسال المساعدات الغذائية والمستلزمات اليومية على وجه السرعة عبر جسر جوي إلى الدوحة، وكذلك على العون العسكري عبر الإسراع في تمرير اتفاقية التعاون العسكري في البرلمان التركي لنقل جنود أتراك خارج الحدود، وإرسالهم إلى القاعدة العسكرية التركية في قطر. وعلى صعيد القوى الدولية، تدرك كل من تركيا وقطر حجم اهتمام الولايات المتحدة الأميركية وروســيا وعدد من القوى الكبرى الأوروبية بالشــرق الأوسط،

171

Made with FlippingBook Online newsletter