العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

وسعيها لرعاية مصالحها في هذا الإقليم المضطرب، لذا يحرص البلدان على العمل المشترك لمواجهة الأطماع الدولية، وحماية مصالحهما الحيوية، ومن ذلك: التعاون المشترك لمواجهة التدخل الروسي في سوريا وليبيا، حيث دعمت روسيا نظام بشار الأسد في سوريا، بينما دعمت تركيا وقطر المعارضة السورية، وفي ليبيا أيدت تركيا وقطر حكومة الوفاق المعترف بها دوليًا، بينما دعمت روسيا اللواء المتقاعد خليفة حفتــر في صراعه المســلح ضد حكومة الوفاق الوطنــي في طرابلس. كما تتدخل فرنســا في المســألة الليبية لصالح حفتر، وبالتنسيق مع الأطراف الإقليمية المنافسة لتركيا وقطر كالسعودية والإمارات، كما تعارض إيطاليا الدور التركي في ليبيا على الرغم من تأييدها لحكومة الوفاق الوطني. . رعاية المصالح المشتركة واستغلال الفرصفي الإقليم 2 ساهمت مجموعة من العوامل الدولية والإقليمية والمحلية في خلق مساحات للتدخل وبروز مصالح ســارعت القوى الإقليمية والدولية للتنافس عليها، من أهم هذه العوامل: أ. علــى الصعيد الإقليمي: تغييب العراق كقوة إقليمية، والتغيرات السياســية والأزمات الأمنية التي لحقت بدول ثورات الربيع العربي. ب. علــى الصعيد الدولي: تقليص الوجود الأميركي في الشــرق الأوســط، وتراجع أهمية الشرق الأوسط لديها لصالح ظهور تهديدات أخرى كصعود الصين. ج. على الصعيد المحلي: تنامي قدرات تركيا العسكرية، وزيادة نفوذ الرئيس أردوغان وحزبه الحاكم في صنع السياسة الخارجية التركية. ومن أهم مساحات العمل المشترك التركي-القطري في الإقليم، ما يلي: كونها: قضية تحظى بأهمية كبيرة لدى الشعوب المسلمة القضية الفلســطينية؛ على الرغم من تراجعها نسبيّا في السنوات الأخيرة مع اندلاع ثورات الربيع العربي، وانشغال الشعوب في قضاياها الداخلية، كما أنها مفتاح مركزي للاستقرار في الشرق

172

Made with FlippingBook Online newsletter