العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

الأوســط، حيث تســعى العديد من القوى الإقليمية والغربية إلى تســوية الصراع الفلسطيني-الإســرائيلي؛ لإفســاح المجال لتطبيع العلاقات العربية-الإســرائيلية، والتفــرغ لمواجهة إيران، بالإضافة لأنها مجال لمنافســة الخصوم الإقليميين، ومن بينهــم مصر المجاورة لقطاع غزة، والســعودية والإمــارات وغيرها، وتمتلك تركيا وقطر علاقات وطيدة مع الأطراف الفلسطينية (حركتي حماس وفتح بصورة رئيسية)، وكذلك مع إسرائيل على الرغم من تراجعها في بعض المراحل بين تركيا وإسرائيل. كمــا تقاطعت رؤى أنقــرة والدوحة في الموقف من ثــورات الربيع العربي؛ وعملتا معًا في العديد من دوله، الأمر الذي ســاهم في اغتنامهما للفرص ورعاية مصالحهما المشتركة، ومن ذلك: 1 . تعزيز المحور التركي-القطري بانضمام كل من مصر وتونس، حيث تعاونتا مع الإسلام السياسي المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين وحزب حركة -2012 النهضة اللتين تصدرتا المشهد السياسي في مصر وتونس في عامي م. وبذلك تشــكل محور تركي قطري منافس للمحورين التقليديين؛ 2013 المحور السعودي، والمحور الإيراني، وبعد إفشال ثورات الربيع العربي في تحقيق أهدافها، والانقلاب عليها بدعم من قوى إقليمية منتمية للمحورين المتصارعيــن الإيراني-الســعودي، والنجــاح في إســقاط حكم الإخوان المسلمين في مصر، وإجبار حزب النهضة على ترك حكم البلاد؛ تراجعت قدرات التحالف التركي-القطري ونفوذه في الشرق الأوسط. 2 . تحقيق موطئ قدم في ليبيا، والحصول على امتيازات اســتثمارية، لاســيما في ملفي الإعمار والنفط، كذلك ترسيم الحدود البحرية مع تركيا، وزيادة حصتها في شــرق المتوسط، حيث التنقيب عن الغاز الطبيعي، كما تشكل بوابة للقارة الأفريقية التي تسعى كل من تركيا وقطر لتعزيز حضورهما فيها. 3 . تأمين حدود تركيا الجنوبية مع سوريا، وضمان تركيا وقطر المشاركة في رسم مستقبل سوريا السياسي، وفي إعادة الإعمار، كما ساهم العمل المشترك بين تركيا وقطر في الملف السوري في تعزيز التعاون الاستخباري بينهما.

173

Made with FlippingBook Online newsletter