وقد أرسى مهندس سياستها الخارجية البروفيسور أحمد داود أوغلو المبادئ الستة؛ لضمان الإيجابية، والفعالية المطلوبة، والتي تمثلت في: التوازن السليم بين الحرية والأمن، واعتماد سياســة تصفير المشكلات مع دول الجوار، إلى جانب التأثير في الأقاليم الداخلية والخارجية، واعتماد مبدأ السياسة الخارجية متعددة الأبعاد، ومبدأ . ( (( الدبلوماسية المتناغمة، وأخيرًا اتباع أسلوب دبلوماسي جديد غير أن السياسة الخارجية التركية شهدت تحولات كبيرة في العقد الثاني من حكم العدالة والتنمية؛ نتيجة التغيرات الإقليمية وزيادة حدة الصراعات في الشــرق الأوســط، حيــث اتخذت تركيا سياســات أكثر فاعلية في القضايــا الإقليمية الأمر الــذي وضعها في مواجهة قوى إقليميــة ودولية، كما حتمت عليها أوضاع الإقليم المضطربة التدرج نحو اســتخدام أدوات القــوة الصلبة للحفاظ على أمنها القومي ورعاية مصالحها الحيوية. وعلــى الصعيد الداخلي عمل حزب العدالة والتنمية على بناء نظام سياســي متماســك وقادر على تحقيق الاستقرار، ووحدة البلاد، والنهوض بها عبر عمليات إصلاح واســعة تمثلت في: إدخال تعديلات دســتورية، وإصلاح الجيش والقضاء، وتعزيز الحقوق والحريات الأساســية، ورعاية الأقليات؛ لتصليب الجبهة الداخلية، وكذلــك إصلاحات الحزب على المســتوى الاقتصادي، حيــث قاد نهضة تنموية شــاملة عملت على ســن التشريعات الضرورية، ومحاربة الفساد، وخفض الإنفاق، وتشــجيع الاســتثمارات، وتعزيز الصادرات وما إلى ذلك، أيضًا النهوض بقطاعات . هذه الإصلاحات الشاملة انعكست ( (( الدولة المختلفة كالتعليم، والثقافة، والصحة بصورة كبيرة على صورة تركيا، وعلى كيفية النظر إليها في العالم بصورة عامة، وفي العالم العربي بصورة خاصة، وشــكلت حافزًا للإصلاح السياســي والاقتصادي في عــدد منها، كما فتحت هذه الإصلاحات الطريق أمام تركيا؛ كي تضطلع بدور أكثر .145 المرجع نفسه، ((( ، (الدوحة: المركز العربي للأبحاثودراسة السياسات، الإصلاح الداخلي في تركيا معمر خولي، ((( م). 2011 يوليو/ تموز
30
Made with FlippingBook Online newsletter