العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

المبحث الثالث: أهداف وأدوات السياسة الخارجية لكل من تركيا وقطر لدى كل من تركيا وقطر مجموعة من الأهداف الخارجية التي وضعها صناع القــرار في البلدين لتحقيق المصالــح الوطنية، وقد تطورت هذه الأهداف مع تغير الظــروف الداخلية والعوامل الخارجية، كما يُســخر لتنفيذيها مجموعة من أدوات القوتين الناعمة والصلبة المتاحة. وفيما يلي تفصيل لأهم هذه الأهداف والأدوات. المطلب الأول: أهداف وأدوات السياسة الخارجية التركية أو ً: أهداف السياسة الخارجية التركية م، ســعت 2002 بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكمَ في تركيا نهاية عام تركيا لاســتبدال سياســة العمق الداخلي والانكفاء على الذات، التي كانت سائدة م، إلى سياســة العمق 1923 لعقــود طويلة منذ تأســيس الجمهوريــة التركية عام الاســتراتيجي والاستدارة نحو الشرق وأقاليم الجوار الجغرافي، ومن هنا اتجهت تركيا للشــرق الأوسط مســتندة إلى إرثها التاريخي وزخمها السياسي والاقتصادي لتوطيــد علاقاتها مع دوله، ولتحقيق ذلك أرســت أنقــرة العديد من المبادئ التي تحدث عنها مهندس سياستها الخارجية ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، ومــن أهمها: تصفير المشــكلات مع دول الجوار، والتأثير فــي الأقاليم الداخلية والخارجية، ومبدأ سياســة خارجية متعددة الأبعاد، ومبدأ الدبلوماســية المتناغمة، ومبدأ اتباع أسلوب دبلوماسي جديد. وقد نجحت تركيا خلال بضع سنوات في صناعة شبكة علاقات إقليمية كبيرة، ومن مظاهرها: التقارب مع سوريا إلى حد بعيد، وتكوين صداقة شخصية بين زعيمي البلدين رجب طيب أردوغان وبشار الأسد بعد أن شهدت العلاقة الثنائية توترًا كبيرًا على خلفية الأزمة الكردية، وأزمة المياه، والنزاع الحدودي، وغير ذلك من مسببات الخلاف بين أنقرة ودمشــق. أيضًا نجحت أنقرة في إنشــاء مجلس تنسيق أعلى مع دول الخليج، ورفع مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية إلى مستويات متقدمــة، كمــا تميزت علاقاتها مع معظم دول شــمال إفريقيا، وفــي مقدمتها ليبيا

42

Made with FlippingBook Online newsletter