العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

الجوانــب الأمنية والسياســية والاقتصادية والاجتماعيــة والثقافية. وللأمن القومي مســتويان؛ داخلي وخارجي، على المســتوى الداخلي: مواجهة متطلبات الاستقرار الداخلــي، ووحدة البلاد، ومواجهة التهديــدات، والتحديات الأخرى التي تتولاها الحكومــة عبر أجهزتها المختلفة. وعلى المســتوى الخارجي: مواجهة التهديدات والتحديــات القادمــة من الخارج، والتي يتولى مواجهتهــا بالدرجة الأولى الجيش بمساندة أجهزة الدولة الأخرى. وفي تركيا يتولى الجيش تحديد مصادر التهديد وكيفية مواجهتها، دونما رقابة كبيرة من البرلمان ومؤسســات الدولة الأخرى، وفي الســنوات الأخيرة سعى قادة حزب العدالة والتنمية؛ لإدخال تعديلات على الدستور تحد من قدرة الجيش على التدخل في رســم السياســات العامة، والتي جاءت ضمن الإصلاحات التي تمهد 12 لانضمــام تركيــا إلى الاتحاد الأوروبي، منها: التعديلات التي أقرت باســتفتاء ، ومن أهم مؤسسات الدولة ذات العلاقة، مجلس الأمن ( (( م 2010 سبتمبر/ أيلول‏ القومي الذي لديه سلطة تقدير مصادر التهديد، والاستجابات الممكنة، والأولويات . وقد تراجعت سلطة الجيش التركي وتأثيره داخل هذا المجلس ( (( الواجب اتباعها لصالح الســلطات المدنية لاسيما بعد محاولة الانقلاب في منتصف يونيو/حزيران م. 2016 عام . تعزيز مكانة تركيا الإقليمية والدولية 2 هذه المكانة المســتمدة مــن الإرث العثماني والواقع الجيوسياســي والعمق الاســتراتيجي؛ لتأخذ دورها القيادي في الشــرق الأوســط والمؤثر على الســاحة الدوليــة، حيث يدفعها موقعها المتوســط إلى أن تكــون مؤثرة وحاضرة على كل

(1) Yüksek Seçim Kurulu, 12 Eylül 2010 Anayasa Değişikliği Halkoylaması.

، الفقرة الثانية. 118 مجلس الأمة الكبير التركي، الدستور التركي، مادة رقم (((

44

Made with FlippingBook Online newsletter