العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

تميزت العلاقات التركية-القطرية بالتطور المســتمر والتقارب منذ تولي حزب م، وصوً إلى تعميق العلاقات الثنائية، 2002 العدالة والتنمية للحكم في تركيا عام م مع تأسيس اللجنة الاستراتيجية العليا 2014 وتحولها إلى شراكة استراتيجية عام التي يترأســها زعيما البلدين، وتشــمل كل جوانب العلاقــات المحلية والإقليمية والدولية. ويتنــاول هذا الفصل أهم مجــالات العلاقات الثنائية وتطورها على الأصعدة -2002 المختلفة، السياســية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية بين العامين م. 2020 المبحث الأول: العلاقات السياسية التركية-القطرية تســتند العلاقات التركية-القطرية إلى إرث تاريخي كبير من العلاقات البينية، ، غير أن مســار العلاقات التركية- ( (( والتــي تغيرت تبعًا للظروف المحلية والدولية م، شهد 2002 القطرية منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا عام العلاقات القطرية-العثمانية شهدت مراحل متفاوتة من العلاقات قربًا وبعدًا، ويمكن تلخيص ((( -1871 موقف قطر من الدولة العثمانية في مرحلتين؛ الأولى: مرحلة التردد السياسي بين عامي ( م)، وقد 1913-1893 م)، الثانية: اتسمت بتحول ولاء شيوخ قطر إلى بريطانيا بين عامي ( 1893 (إبراهيم خليل م. 1916 أسفرت هذه المرحلة عن توقيع قطر لمعاهدة الحماية البريطانية سنة 11 / 5 ، مركز الدراسات الإقليمية، " العلاقات الخليجية التركية " العلاف - ميثاق خير الله جلود .6 م)، 2009 (سبتمبر/ أيلو ‏ل‏، م وطلب الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، وهو من 1871 دخلت القوات العثمانية إلى الأحساء عام أهم حكام قطر بل ويعد الشيخ قاسم المؤسس الحقيقي لدولة قطر، من العثمانيين في الأحساء حمايته من أي اعتداء خارجي على الأراضي القطرية في الوقت الذي كانت تسيطر فيه بريطانيا على الخليج العربي، ولا تعير اهتمامًا لمساندة قطر ضد أطماع دول الجوار لقضم أراضيها، وقد رحب المتصرف مدحت باشا بالشيخ قاسم، وعينه قائم مقام على قطر بعد أن تحركت قوة كبيرة غير أن تصاعد نفوذ العثمانيين، . لحمايتها؛ ما أزعج بريطانيا التي دخلت في صراع شبه دائم معه وزيادة قوتهم في قطر بدخولهم إلى مفاصل الدولة عبر تعيين إداريين تابعين لها، وتعزيز الحامية م بالوجبة على مسافة 1893 العثمانية في الدوحة؛ أدى إلى نشوبحرب مع الشيخ قاسم في عام (محمود شاكر، موسوعة تاريخ الخليج العربي (الأردن: دار أسامة . كيلومترًا غربي الدوحة 15 .409 م)، 2015 للنشر والتوزيع،

63

Made with FlippingBook Online newsletter