العلاقات التركية-القطرية: السياسة الخارجية والأمن الإقليمي

مقدمة

بعــد نهاية الحرب الباردة؛ بانهيار الاتحاد الســوفييتي، وانتهاء مرحلة القطبية الثنائيــة التــي هيمنت على العالم لعقود، بدت مســاحة التأثير للقوى المحلية أكبر فــي محيطها ومجال تأثيرها؛ بحثًا عن مصالحها وحماية لأمنها القومي، ومع بداية النظــام العالمــي أحادي القطبية، والذي تهيمن عليــه الولايات المتحدة الأميركية، حظي الشــرق الأوســط باهتمام كبير؛ بســبب مصادر الطاقة الهائلة فيه، وموقعه المتوســط حيث تمر فيه معظم خطوط التجــارة العالمية، ومن مظاهر ذلك؛ إعادة انتشار الناتو في الشرق الأوسط بعد انتهاء مهامه في أوروبا خلال الحرب الباردة، م 1991 وتزعــم الولايات المتحدة للتحالف الدولــي في الحرب ضد العراق عام . " الإرهاب " م، مع الاستمرار في الحرب على 2003 واحتلاله عام على الرغم من هذا التركيز الأميركي على الشرق الأوسط، والذي تراجع في السنوات الأخيرة، تمتعت القوى الإقليمية بهامش متفاوت من حرية الحركة لرعاية مصالحهــا، وحماية أمنها القومــي، وتنوعت أنماط التفاعل داخلــه بين التنافس، والتوازن، والتعاون؛ لتحقيق الأمن الإقليمي بمفهومه الشــامل، لاســيما مع تزايد الأزمات الأمنية والتغيرات السياسية في العديد من دول الإقليم، كنتيجة للتدخلات العسكرية الدولية ثم مع اندلاع ثورات الربيع العربي التي لحقت بالعديد من الدول العربية، وحولت عددًا منها إلى ســاحات للصــراع بالوكالة، وحرب أهلية مفتوحة اســتمرت طيلة العقد الثاني من القرن الحادي والعشــرين، الأمر الذي جعل من البعد الأمني عامً رئيســيًا في تحديد شــكل النسق الإقليمي في الشرق الأوسط، ومسارات العلاقات الثنائية فيه.

7

Made with FlippingBook Online newsletter