الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

التحول نحو الاعتدال: تدشين مسلسل المصالحة مع الدولة الوطنية

من الجدير بالذكر أن تاريخ الحركة الإسلامية في المغرب، قيد الدرس، يحتكم إلى أربعة سياقات رئيسة؛ وبالتالي إلى أربع فترات زمنية متعاقبة كانت كافية لتشكيل وإعادة تشــكيل الخطاب الهويَاتي لهذه الحركة، الذي طالما شــكّل ســندها الفكري والأيديولوجي. الفتــرة الأولى هي فترة بزوغ التعبئة؛ والتي على أساســها قام التآلف الجماعي حول فكرة كانت تشــكّل القاســم المشترك، بين مختلف المؤسسين والمنضمّين لهذه الحركة في فيما بعد. وقد عرفت هذه الحقبة من تاريخ الحركة، طفرة أيديولوجية أدت في نهاية المطاف، إلى تحولها نحو تبني الخيار الراديكالي في التغيير. ثــم بعــد ذلك تأتي المرحلة الثانية؛ وهي فترة تأكيد الهوية الحركية والسياســية للتنظيم، وذلك عبر القطع مع الممارســات الســابقة، من خلال الدخول في ســيرورة مــن المراجعــات الفكرية والتنظيمية والتربوية، التــي كان لها الأثر الكبير على وجود هذه الحركة أولً، وعلى طبيعة منتجاتها الحركية ثانية. المرحلة الثالثة: شــكّلت بداية عقد التســعينات من القرن الماضي، وهي الفترة وميلاد ما سُــمي بمنظومة العولمة والتي كان لها تأثير مهم 1990 التي أعقبت ســنة على مسار الحركة السياسي. المرحلة الرابعة: والتي تميزت بمجموعة من التحديات أمام الحركة، وهي فترة البحث عن سبل المشاركة السياسية والنتخابية، والندماج في قواعد اللعبة السياسية الرسمية. تأسيسًــا على ذلك، ســنحاول من خلال هذا الفصل تسليط الضوء على المسار الذي أخذته تحولت الحركة الإسلامية المغربية موضع هذه الدراسة، من الراديكالية

101

Made with FlippingBook Online newsletter