الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

التي تقوم على فكرة مفادها أنه ((( " الدمج والعتــدال " تجــاه العتدال؛ وفق أطروحة Movements كلمــا زاد دمــج الحركات والأحــزاب الأيديولوجية المعارِضــة للدولة في العملية السياســية، جرى ترشــيد خطابها الفكري وعقلنة Establishement Anti ســلوكها السياســي، بحيث يصبحان أكثر واقعية وبراغماتيــة واحترامًا لقواعد اللعبة السياسية الديمقراطية؛ وذلك وفق عنصرين تحليليين: مقاربة مكنون وسياق المراجعات ودورهــا في إعادة تشــكيل الهوية، ثم مقاربة مســار انخراط الحركة في الممارســة السياسية، وتأثير ذلك في تصوراتها ومرجعيتها الأيديولوجية. لهذا، سنســعى للمحاججة حول الأثر الذي تتركه حالة النفتاح الجزئي بالنظام السياســي المغربي، في خلق فرص سياســية للفاعلين الإسلاميين، من أجل الخروج للمجال العام الرسمي. فكلما زاد حضور الفاعل الإسلامي في المجال العام الرسمي، ابتعد بشــكل طردي عن الأيديولوجية الإسلامية، وأضحى أكثر تسيّسًا وواقعية؛ الأمر الــذي يدفع لطرح ســؤالين رئيســين: الأول: ويتعلق بالســياق المنتِــج لهذا التكيف الأيديولوجي والسياســي للانخــراط في المجال العام الرســمي، والثاني حول مدى التداعيات التي يتركها هذا النخراط السياسي في أفكار وخطاب نشطاء وقادة الحركة الإسلامية ومرجعيتهم الأيديولوجية. أولً: المراجعات وإعادة صوغ الهوية الحركية نحو التشــدد الفكــري والراديكالية " حركــة الشــبيبة الإســ مية " أدى جنــوح الأيديولوجيــة؛ إلى انســداد أفق الفرص السياســية أمامها، خصوصًــا بعد المتابعات الأمنية التي طوقت عمل الحركة، الذي بالرغم من سريته أضحت سبل انتشاره وتوسعه تضيق يومًا بعد يوم؛ الأمر الذي ترتب عنه تناســل عدد المنشــقين عن الخط الجديد للحركة أواخر الســبعينات من القرن الماضي؛ حيث " عبد الكريم مطيع " الذي رســمه ظهرت سلســة من المراجعات الفكرية والأيديولوجية، لبعض القياديين بالحركة سعيًا منهم لخلق فرص سياســية من أجل الندماج في المجال العام الرســمي، وفق إطار تنظيمي جديد يقطع مع دابر حركة الشبيبة الإسلامية. (1) Schwedler, Jillian. " Can Islamists Become Moderates ? Rethinking the Inclusion- Moderation Hypothesis, " World Politics, Vol 63, n° 2, (April 2011).

102

Made with FlippingBook Online newsletter