الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

. المراجعات: السياق والدوافع 1 حركة الشبيبة " في بداية الثمانينات من القرن الماضي، دشّنت ثُلّة من المنشقين عن سلسلة من المراجعات، ســعيًا منهم لإحداث القطيعة الفكرية والتنظيمية " الإســ مية تدين بها. على " حركة الشــبيبة الإســ مية " مع الأيديولوجية الراديكالية، التي أضحت ضوء ذلك، سيســعى هذا المحور إلى فهم دينامية التفاعل بين الفكر والحركة، وبين الفاعل وبيئته المحيطة به؛ وذلك من خلال اختبار التداعيات التي يخلّفها سعي الفاعل الإســ مي الحركي نحو خلق فرص سياســية للاندماج في المجال العام الرسمي عبر إحداث مراجعات مع الفكر الراديكالي، وتأثير الســياقات والمناخ السياسي السائدين آنذاك في استثمار هذه الفرص نحو إعادة تشكيل الهوية الحركية الإسلامية للتنظيم. أ. سياق النتقال من الستبعاد نحو الندماج ، عن " حركة الشبيبة الإسلامية " يمكن الحديث في حياة القياديين المنشــقين عن ثلاث لحظات مركزية في الســياق المتحكم في عملية النتقال من حالة الســتبعاد، أواخر السبعينات، إلى حالة البحث عن " تنظيم الشبيبة الإســ مية " التي كان يعيشــها خلق فرص سياســية للاندماج في المجال العام الرســمي، وهي: لحظة انسداد الأفق ، ثم بروز موجة من المراجعات " حركة الشــبيبة الإسلامية " السياســي والتنظيمي أمام الأيديولوجية والتنظيمية، خصوصًا لدى الفاعل الإسلامي الحركي ببعض دول المشرق العربي، فضً عن الأثر الذي ترتب عن حالة الحصار الأمني للحركة، وما أسفر عنه من مجموعة من العتقالت والمتابعات الأمنية في صفوف المنتمين للحركة. تفكك التنظيم الراديكالي ● لحظة فارقة في مســار " عمر بنجلون " شــكّل حدث اغتيــال القيادي التحادي ، أدخلت الحركة في دوامة من العتقالت، وقوّضت فرص " حركة الشبيبة الإسلامية " هيكلة التنظيم، " عبد الكريم مطيع " انتشارها وتمددها الذي بدأ يشتد وطأة بعدما أرسى سواء في شقه السري أو في شقه العلني. وعليه، برزت نزعة انشقاقية في صفوف الحركة؛ حيث أبدى مجموعة من الأفراد ، وهو ما أســفر عن ظهور " عبد الكريم مطيع " تمردهم على مرشــد الحركة وقائدها

103

Made with FlippingBook Online newsletter