مجموعــة مــن القياديين الذين أبرزوا تصورًا معارضًا لما أضحى يبديه هذا الأخير من مواقف تجاه النظام السياسي والوضع الجتماعي بالمغرب. هذا الوضع أيضًا سيُدخل الحركة في ضبابية مرجعية، لتصوراتها السياسية، مما زاد من تأزيم وضعيتها التنظيمية، كانت من نتائجها الرئيسة بداية تفكك التنظيم وظهور مرجعيات بهويات حركية جديدة. وُجّهت سهام التهام مباشرة لتنظيم الشبيبة الإسلامية، " عمر بن جلون " فبعد اغتيال نظــرًا لما أســفرت عنه عملية التحري الأمني التــي قضت بالقبض على مجموعة من الأفراد أقرّوا بانتمائهم العضوي لتنظيم الشــبيبة الإســ مية؛ مما شكّل فرصة للسلطة السياسية بحصر الحركة، وملاحقة أفرادها وتعطيل كل أنشطتها التنظيمية. وكان فتــح الصــراع مع التيار اليســاري الذي وصلت حدتــه إلى درجة العنف المادي، واســتهداف قياديي اليسار بالغتيال، مدخً إلى الصراع مع الدولة وأجهزتها الأمنية بعد انكشاف التنظيم السري لحركة الشبيبة الإسلامية، فاستمرت عملية الملاحقة . فكما ((( 1981 التي أدت إلى هروب القادة إلى الخارج وبداية مسلسل التفكك إلى عام : " حبلين " هو اللعب على " حركة الشــبيبة الإسلامية " رأينا ســابقًا؛ كان أحد تكتيكات واجهــة تُبرزهــا كجمعية مدنية ذات أبعاد تربوية ودعوية، من أهدافها اســتعادة القيم الأخلاقيــة والهويــة المحلية، وواجهة مضمرة؛ تقوم علــى العمل الحركي الراديكالي التي تؤســس وجودها حول أهدافه السياسية، عبر العمل على التعبئة لإقامة المشروع المجتمعي القائم على الشريعة الإسلامية، المضاد للوضع الجتماعي والسياسي القائم. وهكذا، أسفرت المقاربة الأمنية للسلطة السياسية تجاه الحركة إلى تفكيك هيكلتها التنظيمية، خصوصًا بعد فرار معظم قادة الحركة إلى الخارج، جرّاء المحاكمات الغيابية التي تلقوها تبعًا للتهم الموجهة لهم. في هذه المرحلة، ســيتولى تدبير قيادة التنظيم، ، ((( الذي أضحت معظم أنشــطته الحركية سرية بســبب الحصر الأمني، قيادة سداسية . فيما بعد؛ ســتُتهم هذه القيادة بالخيانة " عبد الكريم مطيع " بإيعــاز مــن زعيم الحركة ، (الدار البيضاء، منشورات المجلة المغربية للعلوم الإسلام السياسي مقاربة وثائقية محمد ضريف، ((( . 229 )،ص 1992 الجتماعية، ، 1975 بعد فرار مطيع إلى خارج المغرب بعيد حادث اغتيال المناضل اليساري عمر بنجلون سنة ((( أعطى أوامره بتعيين ستة أفراد لقيادة حركة الشبيبة الإسلامية من داخل المغرب، وهم: (نور الدين داكر، وعبد الرحيم السعداوي، وعثمان منار، ومحمد النايت، وأحمد بلدهم، وعبد الكريم بن الشيخ).
104
Made with FlippingBook Online newsletter