الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

انطلاق مسلسل المراجعات ● تكلفة تنظيمية كبيرة؛ جرّاء المســار الذي " حركة الشــبيبة الإســ مية " لقد أدت عبر الإعلان بشــكل علني عــن نواياه النقلابية، وهو ما " عبد الكريم مطيع " اتخــذه أعطى للسلطات مبررًا لمحاصرة أنشطة الحركة وملاحقة أعضائها. بعد الملاحقات التي عرفها بعض الشــباب الذين دخلوا " الأمين بوخبزة " يقول عبر الحدود الجزائرية، حاملين اسم الحركة الثورية للشبيبة الإسلامية، وبعد العتقالت دفعنا للتساؤل، ما الذي يريد " التي تعرض لها بعض القياديين الجدد للحركة: كل ذلك منّا؟ وهل يريد أن يدفعنا للمجهول، فقد استعدينا اليساريين، واستعدينا النظام، " مطيع " واستعدينا العلماء، واستعدينا الجميع، ولم يعد لنا من ملجأ من الله إل إليه، فاجتمعنا، ، " محمد زحل " فتنادى الإخوان فيما بينهم واســتدعينا الشــيوخ وعلى رأسهم الشيخ رحمه الله " الزيدوني " رحمه الله والأخ " علال العمراني " والحاج " برهون " والشــيخ يخبط خبط " مطيعًا " ، واتفق الكل على أن 1980 وقد أوذوا هم الآخرون، في أحداث عشواء، وأنه ل سبيل للمضي معه قدمًا في العمل التنظيمي، ثم أعلنوا عدم اطمئنانهم . ((( " في هذا التوجه غير المتفق عليه " مطيع " للسير مع تجدر الإشارة في هذا الصدد؛ إلى أن من أهم المراحل التي تمر بها أية حركة اجتماعية، هي: حينما تفقد القدرة على التعبئة حول فكرتها التنظيمية. والمقصود هنا ، كانت ثمرة لعمل جماعي تلاقت من خلاله مجموعة من " حركة الشبيبة الإسلامية " أن المصالح والرؤى التي توافقت فيما بينها على هوية ثقافية حركية موحدة؛ مما أدى إلى نجاح التنظيم في عملية التأطير والتعبئة، إل أنه؛ بعدما اســتبدت قيادة الحركة بصوغ آليات الإنجاز، وتحديد المســارات بدون أن تجد لها مبررًا تأطيريّا مســتوعبًا من قبل النشــطاء، بدأت تفقد شرعية وجودها، وهو ما أثَر في رصيدها النضالي لدى القواعد التابعة. فأية حركة اجتماعية تكون مهددة بمجموعة من المخاطر التي قد تؤدي بها إلى النكماش وتقلص فرص انتشارها، الذي مع الوقت يؤثر في وجودها كحركة وكتنظيم إذا مــا لم تقم بإعادة ترتيــب أولوياتها، وإعطاء معنى تعبوي لخطاباتها لدى قواعدها الحركية. . 25 ، مصدر سابق،ص ذاكرة الحركات الإسلامية المغربية شهادة الأمين بوخبزة، (((

110

Made with FlippingBook Online newsletter