خروج الســواد الأعظم من أعضاء الحركة، وبدء مسلســل البحث عن مســار حركي جديد، بهوية سياسية ومرجعية منافية لسابقتها. التدافع بين الأيديولوجيا والواقعية ● تجدر الإشــارة إلى أنه بالرجوع إلى لحظــة النفصال الذي أحدثته قيادة الخط ، يمكن " حركة الشبيبة الإسلامية " عن " محمد يتيم " و " عبد الإله بنكيران " الثاني، بزعامة التوقف عند قراءتين تحليليتين أوليين: " حركة الشبيبة الإسلامية " القراءة الأولى: من يراجع تصريحات وشــهادات قادة حركة " خلال بداية الثمانينات من القرن الماضي، سيكتشــف أن حدث الخروج من عبد " ليس خروجًا عــن فكر الحركة، لكن خروجًــا عن وصاية " الشــبيبة الإســ مية ، ولهذا ل سبيل للحديث في هذا الباب عن أن هذا النفصال هو نتيجة " الكريم مطيع لمراجعات فكرية داخل التنظيم، الذي سيتأتى في مرحلة لحقة على ذلك. القراءة الثانية: وهي قراءة مكملة لســابقتها، وتقوم على أن حدث النفصال لم يكن وفق أرضية مكتوبة بقواعد مضمَنة في ميثاق جماعي، وإنما جاء وفقًا لحسابات الواقع السياســي القائم، والحصار الأمنــي الذي أضحى مضروبًا على الحركة آنذاك، وهو سياق تحكّم في مجرياته منطق الكسب والخسارة وتكلفة الستمرارية في الخط ، أو الســتعاضة عنه بتوجه يرســم ملامح جديدة " عبد الكريم مطيع " الذي رســمه للتنظيم؛ فقد أضحى المعطى الميداني والواقع السياسي يفرض ذاته على الحركة، يقول بعد التداعيات التي أحدثها توجه مطيع الجديد، تداعى الإخوة إلى " : " الأمين بوخبزة " اجتماع عاجل، في بيت الأخ إدريس شــاهين، وحضر اللقاء حوالي خمســين أخًا من جميع أنحاء المغرب ما عدا المعتقلين، وطُرح في هذا اللقاء تساؤلت عريضة: ما هي علاقتنا مع القيادة؟ وما منهج التعامل؟ وهل هناك من ميثاق يحدد لنا أولويات الدعوة والمرحلة؟ وهل هناك من توجه فكري وشرعي يحدد لنا من نوالي ومن نعادي بالأدلة الشــرعية؟ وهل نربي الأعضاء والمتعاطفين فقط لمواجهة النظام السياســي أم نربيهم لخدمة الدعوة في المجتمع والنتشــار بين الناس؟...طرحت هذه التساؤلت، فكانت أقســى الخلاصات التي توصلنا إليها وأشدها مرارة أن مطيعًا يخذلنا، وأنه يدفعنا إلى السجون، ويدفعنا إلى المعتقلات، ويتصرف بمزاجية، وأنه بتصرفه النفرادي ل يلقي . ((( بالً لمآلت الأمور . 26 ، 25 ، مصدر سابق،ص ذاكرة الحركات الإسلامية المغربية شهادة الأمين بوخبزة، (((
112
Made with FlippingBook Online newsletter