. ((( وتبرير ممارسات جديدة وقيم جديدة مضادة للتحيزات السائدة السابقة حركة الشــبيبة " على ضوء هذه الســتراتيجيات، اتجهت القيادات المنفصلة عن رأسًا نحو طبيعة الإشكال القائم؛ بالبحث عن مخارج للمأزق والأزمة التي " الإسلامية تهدد بعصف التنظيم ككل، فالتقطت اللحظة والنهج المناسب للتعبير عن نوايا إحداث قطيعة مع المرجعية السابقة، وهو أسلوب أتاح لها فرصًا للوجود والستمرار، لكن وفق تمثّلات ومدركات سياسية ومرجعية متطورة ومتقدمة عن سابقتها. . إعادة تأطير الهوية الحركية 2 ستبرز نخبة إسلامية حركية، من " الشــبيبة الإســ مية " بعد النفصال عن حركة على " عبد الكريم مطيع " رحم ذات التجربة، فهي ســليلة المنهاج التربوي الذي دأب فرضه في عملية التنشئة الدعوية والسياسية داخل الحركة. لكن الحاصل هو أنه هنالك متغيــرات كثيرة طرأت في البيئة الداخليــة للحركة وأيضًا في مدركات وتمثّلات أطر الحركــة، وهي متغيرات انبنتْ كرد فعل علــى ما يجري في البيئة الخارجية للحركة، والتي وصلت مداها إلى حدّ تهديد وجود التجربة واستمرارها. تأسيسًا على ذلك، وتفاعً مع كل هذه المعطيات، كان الخيار أمام هذه النخب، منهجًا " عبد الكريم مطيع " إما الســتمرار في الأسلوب الراديكالي كما أضحى يتخذه للعمــل أو تدارك الموقف عبر القطع مع هــذا المنهج، والدخول في مراجعات تتيح للحركة إعادة التشكل وبالتالي الستمرار من جديد. أ. القطع مع التوجه النقلابي بعــد حــدث الإعلان عن النفصال النهائي عن حركة الشــبيبة الإســ مية، في ، اتجهت القيادات المنفصلة إلى البحث عن مخارج قانونية 1982 يناير/كانــون الثاني وتنظيمية، من أجل الستمرار في التوجه الدعوي الذي اتخذته سبيً للعمل السياسي. فكان التوجه بداية نحو البحث عن العتراف الرسمي من طرف السلطة السياسية، وثانيًا إبداء خطاب وممارسة تقطع مع الأسلوب الحركي للشبيبة الإسلامية. . 73 ، مصدر سابق،ص قاموس الحركات الاجتماعية سيسل بيشو (وآخرون)، (((
119
Made with FlippingBook Online newsletter