الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

ثانيًــا: من يقول بأن الحركة الإســ مية المغربية فــي نموذجها الحالي المتمثل الذراع الدعوية لحزب العدالــة والتنمية، لم تدخل " حركة التوحيــد والإصلاح " فــي هاته " عبــد الإله بنكيران " فــي مراجعات مكتوبة، فهو يجانب الصواب؛ لأن شــهادة والتــي أكدها في حوارات صحفية ســابقة، تقــدم لنا الدليل على أن لحظة التحولت فــي التمثّلات والمدركات الحركية لدى الحركة الإســ مية، كانت عملية موثقة وقد جــرى التعبير عــن ذلك في العديد من الكتابات التي صاحبت تلك التجربة في بداية الثمانينات. ثالثًا: أن عملية بناء الفرص السياسية التي أقدمت عليها هذه المجموعة المنفصلة، آتت أُكُلها في تغيير أسلوب السلطة السياسية الأمني تجاهها، فضً عن تحقيق انفراج في نظرة السلطة السياسية للوجود العلني لهذه المجموعة فيما بعد. ويوليو/تموز من سنة 1982 فالفترة الفاصلة ما بين يناير/كانون الثاني من ســنة ، كانــت بمنزلــة فترة عصف ذهنــي داخل هذه المجموعــة، وذلك عبر إعادة 1985 تشكيل الأولويات والمواقف والبحث عن سبل للتعبير عنها، بما يحفظ الهوية الحركية 31 للمجموعة. تمخض عن ذلك العصف الذهني في نهاية المطاف بيان آخر بتاريخ ، وذلــك لتأكيد بعض المعطيــات والمواقف الجديدة التي أخذت 1985 يوليو/تمــوز تنضج داخل هذه المجموعة. مــن أبــرز المواقــف التي جرى التعبير عنهــا في هذا البيان، هــو التأكيد على المرجعيــة الأصلية للهويــة الحركية للإطار التنظيمي الجديد الذي أُطلق عليه اســم تنص على العمل على تحقيق مجموعة – وفق البيان – . التي " الجماعة الإسلامية " مــن الأهــداف، وذلك في إطار القوانين المنظّمــة للحريات العامة. وهذا البحث عن شرعية الشتغال ضمن إطار رسمي، هو في حدّ ذاته أحد التعبيرات التي أبداها الإطار التنظيمي للجديد، للتحول عن الفكر الراديكالي الذي يعادي القوانين الرسمية ويسعى إلى الإطاحة بها. التزام الجمعية في قوانينها المؤسّسة وفي بياناتها وكذا " ومما جاء به البيان أيضًا في تصريحات مســؤوليها وأعضائها، باعتماد جميع الوســائل المشــروعة في تحقيق . وهو معطى ((( " أهدافها في الدعوة والإصلاح ورفض العنف بجميع أشــكاله وصوره . 1985 يوليو/تموز 31 ، 12762 جريدة العلم، عدد (((

121

Made with FlippingBook Online newsletter