الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الميــدان، ما دامت تحركات هذه المجموعة ل تورطها في أعمال عنف أو التحريض له. وبتحليل أكثر انخراطًا في سياق تلك اللحظة، فالسلطات كان لها تلاق موضوعي في وجود هذه المجموعة الإســ مية المتصاعدة القائمة على نبذ العنف والبحث عن العمل داخل الشرعية القانونية، وذلك بهدف إعطاء الموعظة لباقي التيارات الإسلامية الأخرى، التي كانت ل تزال تتبنى خيار التشدد والعنف كسبيل لعملها التنظيمي. تبني خيار الإصلاح ● إن تكريس خيار الشــرعية ونبذ التطرف والعنف، فتح الباب أمام مراجعات في مواقف وأفكار أخرى داخل الجماعة. وإن كانت لحظة غير مستقرة تنظيميّا وأيديولوجيّا بالنسبة للحركة الجديدة، فهي ل تزال في مرحلة مخاض وجُلّ ممارساتها غير متزنة، وهي المرحلة الفارقة التي تدفع إلى التخلص من شــكل تنظيمي راديكالي بما يعني ذلك من أفكار جامدة ومواقف راســخة، إلى تنظيم معتدل يتســم بالمرونة في التفكير والتنظيم والتفاعل الإيجابي مع الأحداث الجارية في محيط التنظيم. إن هــذا الميلاد القيصــري للتنظيم الجديد كان يفرض مزيــدًا من المراجعات والتحــولت، التي تُظهر النية على التخلص مــن الفكر النقلابي، القائم على العنف والتشــدد الفكري. وهو ما ســعى إلى توضيحه البيان الثاني الذي أصدرته الجماعة، تعتمد أســلوبًا واضحًا في إصلاح " : " جمعية الجماعة الإســ مية " والقاضي بكون أن . ((( " أحوال الأمة كافة، يقوم على النصح والحوار والإقناع إن ثلاثيــة النصح والحوار والإقناع التي التمســتها الجماعــة كقوام للدفاع عن الدعوة إلى الإســ م وفق الكتاب " مشــروعها الإصلاحي، الذي لم يخرج من نطاق ، تدفعنا إلى التوقف عند ثلاث قطائــع مركزية مع التوجه الراديكالي لحركة " والســنّة الشبيبة الإسلامية، كما تم التطرق إليه سابقًا: أولً: النتقال من التفكير الشــمولي القائم على مشــروع الخلاص، الذي كانت ، فوفق البيان السابق، يلاحظ اعتماد أسلوب النصيحة " حركة الشبيبة الإسلامية " تتبناه وهــو جنــوح نحو العتدال في الطرح والمرافعة عليه. وهذا في حدّ ذاته يعتبر تحول كبيرًا في توجه الحركة ونخبتها. . 42 المصدر نفسه،ص (((

126

Made with FlippingBook Online newsletter