الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

ثانيًا: اعتماد أسلوب الحوار هو أيضًا تحول جوهري في تقديم مشروع الحركة المتحولة، بخلاف الأســلوب القديم الذي كان يعتمد على تخوين التيارات السياســية الأخــرى، وتجهيل المجتمــع بما يعني رفض أي فرص للتواصل وتحقيق الدعوة بما يتوافق مع حاجيات ومتطلبات الأمة. ثالثًا: التوجه نحو آلية الإقناع كوسيلة للترافع عن المشروع الإصلاحي للحركة، هــو أيضًا يعتبر أحد التحولت الجوهرية في أســلوب عمــل الجماعة ونخبتها. فمع ، القائم على التلقين والتعبئة والخضوع " حركة الشبيبة الإسلامية " الأسلوب المتبع داخل لم يكن خيار الإقناع نهجًا متبعًا في عملها " عبد الكريم مطيع " لمرشد الحركة وأميرها الحركي والدعوي، فهي تعتبر نفسها حاملة لمشروع الدولة الإسلامية، بما يعني ذلك من نقاوة المشروع وطهارته مما ل يحتمل أي جدال أو مواربة في إطلاقيته. ت. التصالح مع الدولة من أبرز المواقف التي جرى التعبير عنها في سياق إعادة تشكيل الهوية الحركية، هــو تغيير الموقف مــن الدولة ومرجعيتها السياســية القائمة علــى الحكم الملكي. فالجماعــة الإســ مية خارجة لتوّها من توجه راديكالــي يضع كل الأطراف المقابلة، ، بكل ما ((( " الطاغوت " الدولة والمجتمع والتيارات السياســية، في توصيف واحد هو يحمل هذا المفهوم من معنى وتوصيف قدحي، ينم عن مشروع رافض بشكل جذري للوضع القائم، وكل طموحه هو إحقاق التغيير النقلابي بما يتماشى ومشروع الدولة الإسلامية المنشودة. لكن النتقال من هذا الوضع وهذا الموقف إلى تبني مواقف أكثر اعتدالية تطلّب معــه العديد من المراجعات في منهج ورؤية وتصــورات الجماعة للدولة والمجتمع وباقي الفرقاء السياســيين. وذلك ما ســيتحقق عبر ســيرورة من التحولت فرضتها الممارسة السياسية والحتكاك اليومي بالمجتمع القائم. فكان بداية التعبير عن النتقال من سياق الدعوة في بعدها الشمولي، إلى الدعوة في إطار أبعاد الدولة المغربية القائمة . " جماعة من المسلمين " إلى تعبير " الجماعة الإسلامية " ثم النتقال من مفهوم من أجل كسب شرعية " حركة الجماعة الإســ مية " تمثلت أولى الخطوات أمام . 43 المصدر نفسه،ص (((

127

Made with FlippingBook Online newsletter