الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

وجودها، وتحقيق مكســب اســتمراريتها فــي الوجود داخل المشــهد المغربي ليس ، ولكن أيضًا " حركة الشــبيبة الإســ مية " القتصار فقط على النفصال التنظيمي عن إبــداء مراجعات في التصورات والختيــارات والمواقف، التي كانت تتبناها القيادات المنفصلة سواء تجاه الدولة ومؤسساتها السياسية، أو تجاه المجتمع بمختلف تلويناته وفئاته الجتماعية. فكان لزامًا على الحركة أن توسّــع من مجالت الفرص السياسية، بــأن تدقق موقفها من النظام الملكي الذي تقــوم عليه الدولة المغربية، وتبرز موقفها حركة الشبيبة " من حقل إمارة المؤمنين وهو ما كانت تعترض عليه سابقًا وهي داخل . فضً عن وضع أرضية يقوم عليها تعاقدها السياسي مع السلطة السياسية، " الإسلامية وفق منهج العتدال ومشروع الإصلاح كمنطلق للعمل المدني للحركة. الخلاف حول النظام الملكي ● من الناحية التنظيمية، ساعدت المراجعات الأولية التي أقدمت عليها الحركة في ، على كسب نوع من الثقة مع " حركة الشبيبة الإسلامية " بداية تأسيسها والنفكاك من جمعية " السلطات المحلية خصوصًا بالرباط؛ إذ أضحى للحركة التي أعطت نفسها اسم ، مقرّ بحي أكدال؛ وبدأت تنظّم أنشــطتها وتعقد لقاءاتها بشــكل " الجماعة الإســ مية ؛ " الإصلاح " علني، كما قامت بإصدار جريدة تعبّر عن لســان حالها أُطلق عليها اســم وذلك لما تحمله من رسائل ضمنية، للمشروع الذي بدأت تبني معالمه في تناقض مع الفكر النقلابي السابق. انتهى زمن السرية تمامًا، لننتقل إلى " في هذا الصدد: " عبد الإله بنكيران " يقول ، وأصبحنا " الإصلاح " منطق القانون الذي يسمح لنا بأن نكون موجودين. أسّسنا جريدة . وبالعودة ((( " نتحدث في الصحافة، وصار لنا إشعاع، وأصدرنا ميثاقنا وقانوننا الداخلي إلى إشــارة ســابقة، يُلاحَظ أنه حتى تلك اللحظة، فإن الحركة لم تكن بلورت مواقف ثابتة من الســلطة السياســية وطبيعة شرعية الحكم القائم، ول التصور الذي تعقده في التعامل مع باقي التيارات السياسية. علــى ضــوء ذلك، يمكن القول بأن من أبرز ســمات هذه المرحلة التأسيســية التي مرّت منها الحركة، عدم التزان في تصريف المواقف السياســية، ما عدا التعامل . 43 المصدر نفسه،ص (((

128

Made with FlippingBook Online newsletter