الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

البراغماتي مع مسلسل البحث عن الشرعية القانونية. لكن هذه المرحلة التي يمكن أن ، وشهدت العديد من التقلبات 1990 و 1983 نصفها بالمرحلة الرمادية والممتدة ما بين والأحــداث داخل البيئة الداخلية للحركة، كانت كفيلة ببلورة تصور ومواقف أضحت ثابتة في العمل الحركي للجماعة. بقيت السلطة السياسية تتسامح " حول هذه المرحلة: " عبد الإله بنكيران " يضيف عبــد الكبير العلوي " معنــا دون أن تعترف بنا رســميّا باســتثناء اســتقبالنا من طرف . تميزت الفترة 1990 ، وزير الأوقاف والشــؤون الإســ مية، لأول مرة سنة " المدغري ، حين غادرت رئاسة الجمعية، بإنجاز الكثير من الأشياء المهمة، 1994 و 1986 ما بين لكن الجو داخل الحركة كان حارقًا، واجتماعات المكتب التنفيذي عبارة عن معارك، . وهذه ((( " شــتّان بين الأمس واليوم؛ حيث أصبح الإخوة هادئيــن متفهمين ومتعقلين هــي ســمة لحظة التحــول في أي مكوّن تنظيمــي؛ حيث تتقاطــع المواقف وتتكاثر التوجيهات، وتتناقض المسارات للبحث عن التوافق. ولعل الخيارات كانت قليلة أمام أفراد الجماعة، فالبحث عن الشــرعية القانونية وقبول الســلطات بعملها العلني، بدون محاصرة أنشطتها التنظيمية يمكن اعتباره بمنزلة بناء للفرص بمنطق نظريات الحركات الجتماعيــة، وهو ما التقطته الحركة من أجل بلــورة مواقف جديدة تخدم مصالحها التنظيمية، مع الأفكار والتوجهات المعتدلة التي أضحت تتبناها. داخل هذا الســياق، ســيبدأ النقاش حول الثوابت والمؤسسات السياسية، ودائمًا في إطار بناء الفرص السياســية من أجل تقوية موقعها التنظيمي، ســيحدث أن يُجري ، حوارًا صحفيّا مع صحافية فرنسية؛ إذ سُئل في هذا " الحسن الثاني " الملك الراحل، عبد الإله " . سيغتنم " أنا أصولي " ، فكان جوابه هو: " الأصوليين " اللقاء عن موقفه من فرصة هذا الحدث بكثير من البراغماتية، لمراســلة الديوان الملكي في برقية " بنكيران تحمل الكثير من الإطراء والمتنان والإثناء على هذا التســامح الذي أبداه الملك مع أرسلت إليه برقية (يقصد الملك الراحل " : " عبد الإله بنكيران " مفهوم الأصولية. يقول ) أعبّر فيها عن اعتزازنا بما سمعنا منه، وأعطيته نبذة عن حركتنا؛ الأمر " الحسن الثاني " الــذي أنتج فضيحــة، لأن الإخوان قبلوا أن يعملوا في إطار القانون، لكنهم لم يقبلوا خرط " بعــدُ العمــل في إطار النظام الملكي، بين قبــول القانون وقبول النظام الملكي . 43 المصدر نفسه،ص (((

129

Made with FlippingBook Online newsletter