. وذلك " الشبيبة الإسلامية " تتبناه هذه المجموعة الخارجة من العمل الراديكالي داخل بهدف تأكيد وجودها، وخلق توافق مع منظومة القيم السياسية التي يتأسس عليها النظام السياسي المغربي. لكن الحاصل أن التعاطي الحذر الذي اعتمدته السلطة السياسية مع هذه الحركة، في – كما عبّر عن ذلك وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية – كان يجد تبريره أساسًا عــدم التأكــد من نوايا هذه المجموعة: هل هي تطور عن التوجه الراديكالي الســابق، ، من " حركة الشــبيبة الإســ مية " وأحد تعبيراته الجديدة، أم هي تكتيك حركي نهجته أجل إعادة ترتيب بيتها الداخلي، وتوجهها المتشــدد، أم هي بالفعل نهج اســتراتيجي ، إيمانًا منهم " عبد الكريم مطيع " اعتمده هؤلء المنســلّون من تحت عباءة راديكاليــة بعدم جدوى توجهه المتطرف في تحقيق طموحاتهم الدعوية والسياسية؟ لكن ما كشــفت عنه المعطيات الحاصلة مع بداية عقد التســعينات، أن الحركة أبانت من خلال خطاباتها وممارســاتها، عن تراجعها المتصاعد عن الأفكار الســابقة واســتعدادها للعمل تحت عباءة المشروعية الدينية للمؤسسة الملكية، وغطاء القانون الرسمي باعتبارها جمعية ينظمها قانون الجمعيات. ولتجاوز أي توجس من المرجعية الإســ مية التي تمثلها الحركة اسمًا وتنظيمًا، ، " جمعية الجماعة الإســ مية " إلى الإعلان عن تخليها عن اســم 1992 عمدت ســنة به، بكل ما يعنيه ذلك من دالت ورسائل، " حركة الإصلاح والتجديد " واستبدال اسم تدخل ضمنيّا ضمن المراجعات التي أقدمت عليها الحركة، طيلة عقد من الزمن امتد . وهي السنة التي ستعرف مرور الحركة إلى تكريس تلك 1992 إلى سنة 1983 من سنة المراجعات السابقة، واستثمار النفتاح السياسي الذي بدأ النظام السياسي المغربي يشقه مع بداية التسعينات عبر مجموعة من الإجراءات المؤسساتية والقانونية. ، الناطقة باسمها " الراية " وقد بررت الجماعة هذا التغيير عبر بيان منشور بجريدة نظرًا لما يمكن أن يُفهَم " ، الذي من بين ما جاء فيه: " الإصــ ح " بعــد توقيف جريدة خطــأ من هذا الســم، وما يمكن أن يوحي به عند من لــم يعرف حقيقتنا ولم يخبر مواثيقنا ومواقفنا، من طائفية واحتكار لصفة الســم أو إقصاء غيرنا منه، وغيرها من ، كما لم تكن في " الجماعة الإســ مية " المعاني التي لم تكن من قناعتنا عند تأســيس . ثم ذهب " يوم من الأيام من ممارســتنا في حقل العمل الإســ مي ونشاطنا الدعوي أننا لســنا جماعة المســلمين وإنما نحن جماعة من المســلمين، " البيان للتأكيد على:
139
Made with FlippingBook Online newsletter