الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

وأن حركتنا تبعًا لذلك ل تعتبر نفســها وصيّا على الإســ م ول ناطقًا وحيدًا باســمه ول مصادرًا لحق الغير في العمل انطلاقًا من مبادئه وقيمه ول مُخرجًا لغير المنتسب في جوهر دعوتها تقوم على إصلاح – يقول البيان – . وبمــا أن الحركة " إليهــا منــه ما فســد من أوضاع الأمة وتجديد ما بلي منها، ســواء على مستوى العقيدة والفكر أو على مستوى السلوك والوقائع، من أجل ذلك كله تقرر أن يصبح اسم جمعيتنا ابتداء . ((( " حركة الإصلاح والتجديد " من هذا التاريخ هو ما يمكن اســتخلاصه من نص البيان هو ثلاثة عناصر تحليلية في غاية الأهمية؛ بالنســبة للفرضيــات التي ترمي هذه الدراســة إلى تحليلها وتفكيكهــا: أولً: هي أن حركة الجماعة الإســ مية توّجت مســارها الحركي لما يقرب عشر السنوات ونيف، بمراجعات أكدت من خلالها " حركة الشــبيبة الإســ مية " منذ النفصال التنظيمي عن على أنها تنفي أية إطلاقية لتمثيل الأمة الإسلامية بالمغرب. وعليه، هي جماعة ترمي إلى تحقيق بعض المبادئ التي اجتمع عليها مجموعة من الأفراد بما يخدم توجهاتهم وطموحاتهم الدعوية. والعنصر الثاني يتجلى في الأثر الذي تركته البيئة الخارجية في ترتيب الحسابات ما " ، و " ما يمكن أن يُفهم خطأ " الداخليــة للحركة، وذلك لمــا تتحدث لغة البيان عن ؛ وهو معطى " يمكن أن يوحي به (اسم الجماعة الإسلامية) عند من لم يعرف حقيقتنا يجب أخذه في عين العتبار عندما نحلّل دور الممارســة العملية في إعادة تشــكيل الخطاب الذي تعتمده الحركة. ثم هناك عنصر ثالث ويعتبر نقطة الفصل في البناء الهوياتي الحركي الذي أضحت الإصلاح " الحركــة تنهجــه، هو لما أكد البيان على أن جوهر دعوة الحركة يقوم على والمقصود به " مستوى العقيدة والفكر " ، سواء على " وتجديد ما بلي من أوضاع الأمة الأيديولوجيات الراديكالية الإسلامية، ذات المنحى المتشدد في الطرح والممارسة، ثم والمقصود به النحرافات التي تطرأ داخل السلوكات الفردية، من " مســتوى السلوك " وهو " مستوى الواقع " زيغ في التشرب بقيم الدين ومعانيه وفق ما تتصوره الحركة، ثم يحيل مباشرة على العمل السياسي ومنظومة القيم القائمة على مظاهر العلمنة التي تدعو إليها الأحزاب الليبرالية والشتراكية. . 1992 فبراير/شباط 5 ، 15 جريدة الراية، عدد (((

140

Made with FlippingBook Online newsletter