الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

. حدود المراجعات: جدلية التكتيك والستراتيجية 3 ، أن " حركة الجماعة الإسلامية " لقد رأينا في المحاور الســابقة كيف اســتطاعت تذهب بعيدًا في إقناع السلطات السياسية بمجموعة من المراجعات على مستوى الفكر والممارســة، والتي انعكست في تحول مستويات الإدراك والتمثل الحاصل لدى أطر وقادة الحركة سواء تجاه المجتمع أو تجاه الدولة ومؤسساتها السياسية. ولقــد تبينّــا أيضًا كيف حوّلت الحركة مجموعة مــن اللحظات في علاقتها مع الســلطة السياســية إلى فرص سياسية، استثمرتها من أجل توطيد سبل الثقة بينها وبين الدولة من جهة، وبينها وبين باقي الأطياف السياسية من جهة ثانية. فكان النفصال عن ، يعني النفصال عن العمل السري والعمل العنفي، والعمل " حركة الشبيبة الإسلامية " تحت غطاء الشرعية بما يتوافق ومبادئ الدولة وثوابتها. لكــن أية عملية تحــوّل من وضعية إلى أخرى؛ تتطلب ســيرورة زمنية تنعكس على تغيير القناعات والمبادئ والأفكار وإعادة تشكيلها باستمرار، بالموازاة مع التطور الحاصل في البيئة السياسية الخارجية عن الحركة. وهو ما يدفع للملاحظة أنه بالرغم من المراجعات التي أقدمت عليها الحركة خلال هذه المدة الزمنية، فإن مجموعة من رواســب الفكر القديم ظلت عالقة في مستويات خطاب الحركة وتجليات ممارستها، وهو ما أدى بالســلطة السياســية إلــى الدفع إلى مزيد من التراجعــات والمراجعات عن الأفكار الســابقة، وهو ما ســنحاول إبرازه في مستويين تحليليين: مستوى جدلية حركة الشبيبة " التكتيك والستراتيجية التي اتبعها أطر وقادة الحركة منذ انفصالهم عن ، ثم إبراز الأثر الذي ترتب على بحث الحركة عن 1992 وإلى حدود سنة " الإسلامية المزيد من الفرص السياســية، في التحولت الطارئة على بنيتها الخطابية وممارســتها الميدانية. أ. حدود التحول في المرجعية الأيديولوجية من مراجعات فكرية " حركة الجماعة الإسلامية " ل مراء في أن ما أقدمت عليه وتنظيميــة؛ فتــح أمامها الكثير من فرص العمل والنشــاط الدعــوي بالرغم من نطاقه المحدود، إل أنه كان كفيً بأن يعطي الحركة دفعة نحو المزيد من السعي للاندماج في مؤسسات الدولة. فبعد النقاش الداخلي الذي ثار بين أعضائها عشية بيان النفصال عن

141

Made with FlippingBook Online newsletter